للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول أبي عمر هذا ليس كافيا في الرد, فلنرد ما روي من كونه كان رجلا بما هو أقوى منه، ونقرر كون الغلام الذي قتله الخضر كان صغيرا دون البلوغ، والذي يدل على ذلك أمران:

أحدهما: ما جاء في الحديث الصحيح (١) من أن الخضر وجده يلعب مع الغلمان فاقتلع رأسه بيده أو أضجعه فذبحه بالسكين على حسب اختلاف الروايات, فإن هذا يدل على أنه كان صبيا، إذ العادة أنه لا يلعب مع الصبيان إلا صبي مثلهم (٢)، ولذلك سهُل على الخضر قتله، ولو كان رجلا لتعذر عليه قتله بتلك السهولة.

والثاني: إنكار موسى على الخضر (ق.١٣٧.أ) قتله وقوله: {أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً} [الكهف: ٧٤] فأطلق عليها أنها زاكية أو زكية لما كان الغلام عند موسى ممن لا يكتسب الذنوب، لكونه لم يبلغ مبلغ العمل الذي هو زمن (٣) التكليف.

يدل على ذلك أن في الحديث من طريق البخاري (٤) قال: أقتلت نفسا زاكية لم تعمل بالحنث. قال: ابن عباس قرأها زكية زاكية مسلمة كقولك غلاما زكيا (٥).


(١) رواه البخاري (١٢٢ - ٤٤٤٨ - ٤٤٥٠) ومسلم (٢٣٨٠) والترمذي (٣١٤٩) والحميدي (٣٧١) وأبو عوانة (٥٥٩٠) عن أبي.
(٢) في (ب): منهم.
(٣) في (ب): من.
(٤) رواه البخاري (٤/ص١٧٥٤، رقم ٤٤٤٩).
(٥) في (ب): زاكيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>