للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعني ما تضمنه الحديث من ذكر الأنبياء وترتيبهم لا نفس الإسراء، الذي نطق القرآن به من غير تفصيل، والإجماع إن فرضنا أن (١) يصح له به أن أرواح الأنبياء في الجنة فليس يصح له به أن السماوات هي الجنات، بل من قال: (إن السماوات هي الجنات) فقوله يضاهي قول الأوائل.

وظاهر الشرع خلاف ذلك، فقد نص الله تعالى على أن السماوات تبدل يوم القيامة فقال: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَات} [إبراهيم: ٤٨]. وقال: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُب} [الأنبياء: ١٠٤]. وقال: {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ} [الإنفطار: ١]، وقال: {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ (} [الانشقاق: ١]. وذكر تعالى أن السماء تكون كالمهل، وتكون بعد الانشقاق وردة كالدهان.

وهذا تغير كثير يعتريها يوم القيامة، والجنة لم يأت فيها (٢) مثل ذلك قط، بل يوم القيامة هو يوم زهرتها ونضرتها ويوم تفتح لمن يدخل فيها ويلتذ بنعيمها.

ومن الدليل البين على أن الجنة غير السماء ما جاء في بعض (ق.١٥.ب) أحاديث الإسراء فإنه ذكر فيه عروج النبي - عليه السلام - مع جبريل صلوات الله عليه إلى السماوات وفرض الصلاة عليه ثم قال في آخر ذلك: «قال:


(١) كذا في (أ)، وفي (ب): أنه.
(٢) كذا في (أ)، وفي (ب): بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>