للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني أحكام الأفعال النبوية البحث في هذه المسألة يتفرع فرعين]

الأول: أحكام الأفعال التي يكلّف بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، أي قبل صدورها عنه.

الثاني: أحكام الأفعال التي صدرت منه. أعني ما يحكم به على الفعل بعد صدوره عنه - صلى الله عليه وسلم -.

فنخصّ كل فرع منهما بمطلب.

المطلب الأول ما يكلّف به النبي صلى الله عليه وسلم من الأفعال

النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر من خلق الله، وعبد من عباد الله، مكلّف كغيره من المكلّفين. فهو مطالب بأفعال يفعلها، على وجه الحتم والإلزام، وتلك هي الواجبات. وأفعال مطلوبة منه لا على وجه الإلزام، وتلك هي المستحبات. ومطالب بأن يترك حتماً أموراً معينة وتلك هي المحرّمات، وأن يترك، لا على وجه الحتم، أموراً، وتلك هي المكروهات. وجعل له الخيار في أمور أخرى أن يفعلها أو لا يفعلها، وهي ما أبيح شرعاً.

ثم قد يوجه التكليف إلى الناس عامة، أو المؤمنين عامة، فيدخل فيه - صلى الله عليه وسلم -. وذلك كقوله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم

<<  <  ج: ص:  >  >>