للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله تعالى: {فذكّر إنِما أنت مذكّر * لست عليهم بمسيطر} (١) وقال: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً * وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً} (٢).

وأُمر - صلى الله عليه وسلم - بالجهاد، تحقيقاً للدعوة، لإزالة كل ما يقف في طريقها من ظلم المتعسفين، الذين يحولون بقوتهم وسيطرتهم، بين الناس وبين أن يسمعوا كلام ربهم ويستجيبوا له.

المهمة الرابعة: تعليم الأمة القرآن، والسنن. فيعلّمهم تلاوة القرآن وحفظه، ويعوّدهم على تدبّره وتفهّمه واستنباط الأحكام منه، حتى يصبحوا به علماء من جميع الوجوه. وكذلك الشأن في السنن التي أراد لها أن تظهر وتصدر عن رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وقد روي في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما بعثت معلماً" (٣)، وقال: "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم" (٤)، وقال: "لكن الله بعثني معلماً ميسراً" (٥).

المهمة الخامسة: التزكية، وهي التربية، أي تنمية الغرائز والمَلَكَات والقدرات الصالحة في المؤمنين به، وتطهيرهم من خبائث الاعتقادات والأخلاق والعادات والأعمال والأقوال، حتى تكون الأمة أمّة قوية نافذة في أمورها، متحررة من جميع الانحرافات التي تزيغ بها عن الطريق، وبذلك يصبحون أهلاً للخلافة في الأرض، فيقوموا بحق الخلافة بقوة وصدق، ليستحقوا أن يكونوا هم الوارثين {الذين يرثون الفردوس} (٦).

هذا وإن المهمة الرابعة والمهمة الخامسة، تكادان أن تكونا مهمة واحدة، لشدة الترابط، ولأن أولاهما تؤدي إلى أخراهما، فمن تَعلّم الكتاب والسنة حقاً استقامت حاله في جميع النواحي التي ذكرناها.

وقد ذكر الله هاتين المهمتين، مع مهمة التبليغ، مجتمعة جميعاً، في أربعة


(١) سورة الغاشية: آية ٢١
(٢) سورة الأحزاب: آية ٤٦، ٤٧
(٣) رواه ابن ماجه ١/ ١٧وفي الزوائد: إسناده ضعيف.
(٤) رواه أحمد وأبو داود وابن حبان (الفتح الكبير).
(٥) رواه أحمد ٣/ ٣٢٨
(٦) سورة المؤمنون: آية ١١

<<  <  ج: ص:  >  >>