للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمهيد]

أولاً: في الإسناد:

إن مما هو مقرر أولاً أنّ القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله تعالى له {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (١)، فهيأ الله تعالى حَفَظَةَ الصدور والكتاب، لحفظ هذا القرآن العظيم، ومثلما حُفظ القرآن، حُفظت السنة، وإن كان الفرق واضحاً، ولكن هيأ الله تعالى حُمّالاً وحفاظاً، أتقياء حملوا لواء السنة المطهرة نفوا عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ويمكن تقسيمهم على طبقات، وأول هذه الطبقات:

طبقة الصحابة الكرام ..

كان الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - حريصين كل الحرص على حفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانوا يتناوبون المرات في حضور الجلسة النبوية، إذا ما عرض لهم عمل أو شغلهم شاغل، فعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال:: " كنت أنا وجار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة -وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل يوماً وأنزل يوماً، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك " (٢).

ومثلما حرصوا على سماع الحديث، حرصوا على أدائه، وتبليغه للناس، تطبيقاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها عني " (٣). وكذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد عبد القيس:" .... احفظوه وأخبروه من وراءكم " (٤).

ثم انتشر الصحابة الكرام في الأمصار فتوزعوا فيها، ونشروا السنة النبوية، وعقدت الحلقات والجلسات، فكان بعض الصحابة يعقد مجلساً للتفسير وآخر للفقه. وكان من أبرزهم ابن عباس، وأبو هريرة، وأم المؤمنين عائشة، وابن عمر وغيرهم كثير.


(١) الحجر / ٩.
(٢) أخرجه البخاري (٨٩)، وغيره.
(٣) أخرجه أحمد ٤/ ٨٠ و ٨٤، وغيره.
(٤) أخرجه البخاري (٨٧)، وغيره.

<<  <   >  >>