للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَفِلات» (١) أي غير عطرات، ولأن المرأة إذا تطيبت ولبست الشهرة من الثياب، دعا ذلك إلى الفساد.

ثالثاً ـ وقتها: اتفق الفقهاء على أن وقت صلاة العيد: هو ما بعد طلوع الشمس قدر رمح أو رمحين، أي بعد حوالي نصف ساعة من الطلوع، إلى قبيل الزوال، أي قبل دخول وقت الظهر، وهو وقت صلاة الضحى؛ للنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس، فتحرم عند الشروق، وتكره بعدها عند الجمهور، فإذا صلوا قبل ارتفاع الشمس قدر رمح لا تكون عند الحنفية صلاة عيد، بل نفلاً محرماً (٢).

تعجيل الصلاة وتأخيرها: يسن تعجيل صلاة الأضحى في أول وقتها بحيث يوافق الحجاج بمنى في ذبحهم، وتأخير صلاة الفطر عن أول وقتها قليلاً، لما روى الشافعي مرسلاً أن النبي صلّى الله عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم، وهو بنجران: «أن عجِّل الأضحى، وأخر الفطر، وذكِّر الناس» ولأنه يتسع لذلك وقت الأضحية، ووقت صدقة الفطر.

هل تقضى صلاة العيد وهل تصلى منفرداً؟ للفقهاء رأيان:

قال الحنفية والمالكية (٣): من فاتته صلاة العيد مع الإمام، لم يقضها؛ لفوات وقتها، والنوافل لا تقضى، ولأنها لم تعرف قربة إلا بشرائط لا تتم بالمنفرد، فلو


(١) رواه البخاري ومسلم.
(٢) فتح القدير: ٤٢٤/ ١، اللباب: ١١٧/ ١، مراقي الفلاح: ص٩٠، الدر المختار: ٧٧٩/ ١، البدائع: ٢٧٦/ ١، الشرح الصغير: ٥٢٤/ ١، القوانين الفقهية: ص٨٥، مغني المحتاج: ٣١٠/ ١، المهذب: ١١٨/ ١، كشاف القناع: ٥٦/ ٢.
(٣) فتح القدير: ٤٢٩/ ١، اللباب: ١١٨/ ١، الشرح الصغير: ٥٢٤/ ١، القوانين الفقهية: ص٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>