للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجب بالاتفاق نفقة الرجعية؛ لأنها في حكم الزوجة، ونفقة الحامل، لقوله تعالى: {وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن} [الطلاق:٦/ ٦٥].

ولا تجب بالاتفاق نفقة المعتدة من وفاة أو من زواج فاسد أو شبهة، إلا أن المالكية أوجبوا لمعتدة الوفاة السكنى مدةالعدة إذا كان المسكن مملوكاً للزوج، أو مستأجراً ودفع أجرته قبل الوفاة.

واختلفوا في المعتدة من طلاق بائن: فأوجب الحنفية (١) لها النفقة بأنواعها الثلاثة لاحتباسها لحق الزوج. ولم يوجب لها الحنابلة (٢) أي نفقة؛ لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يجعل لفاطمة بنت قيس التي طلقت البتة نفقة ولا سكنى. وتوسط المالكية والشافعية (٣) فأوجبوا لها السكنى فقط، لقوله تعالى: {أسكنوهن من حيث سكنتم من وُجْدكم} [الطلاق:٦/ ٦٥].

نفقة الحمل: أوجب المالكية (٤) نفقة الحمل على أبيه، بشرط حرية الحمل وحرية أبيه ولحوق الحمل بأبيه، فلا نفقة لحمل رقيق ولا لمن أبوه عبد، ولا نفقة لحمل ملاعَنة محبوسة بسببه.

وهناك رأيان عند الشافعية والحنابلة في سبب نفقة الحامل (٥):


(١) الدر المختار: ٩٢١/ ٢ وما بعدها، ١٦/ ٤.
(٢) غاية المنتهى: ٢٣٦/ ٣ ومابعدها، المغني: ٦٠٦/ ٧ - ٦١١، كشاف القناع: ٥٣٨/ ٥.
(٣) الشرح الصغير: ٧٤٠/ ٢ وما بعدها، المهذب وتكملة المجموع: ١١٧/ ١٧ وما بعدها، حاشية الباجوري: ١٧٨/ ٢.
(٤) الشرح الصغير: ٧٤٣/ ٢.
(٥) المغني: ٦٠٨/ ٧ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>