للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب: هذا الحديثُ روّيناه من رواية جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وطرقُه كلُها ضعيفة وليس هو بثابت (١) "والله أعلم".

[حديث: من عرف نفسه فقد عرف ربه]

٦ - مسألة: في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من عرف نفسَه فقد عرف ربَّه، ومن عرف ربَّه كَلَّ لسانُه" هل هذا الحديث ثابت أم لا وما معناه؟.

الجواب: ليس هو بثابت (٢)؛ ولو ثبت كان معناه من عرف نفسه بالضعف والافتقار إِلى الله تعالى، والعبودية له، عرف ربه بالقوة، والقهر، والربوبية، والكمال المطلق، والصفات العليا.

ومن عرف ربه بذلك كَلَّ لسانُه عن بلوغ حقيقة شكره، والثناءِ عليه كما ثبت في "صحيح مسلم" وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سبحانَك (٣) لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". "والله أعلم".


(١) الباء زائدة، وثابت: خبر "ليس" منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد التقدير ليس ثابتًا. اهـ.
(٢) سئل ابن حجر رضي الله عنه عن حديث: "من عرف نفسه عرف ربه" مَنْ رواه؟.
فأجاب بقوله: لا أصل له، وإنما يُحكى من كلام يحيى بن معاذ الرازي الصوفي.
ومعناه: من عرف نفسه بالعجز والافتقار والتقصير والذلة والانكسار، عرف ربه بصفات الجلال والجمال على ما ينبغي لهما، فأدام مراقبته حتى يفتح له "باب" مشاهدته، فيكون من أخصائه الذين أفرغ عليهم سجال معرفته وألبسهم صوافيَ خِلافته. اهـ. من فتاويه ص ٢٨٩.
قال السمعاني:
إنه لا يُعْرَفُ مرفوعًا. ونسبه بعضهم إلى أبي سعيد الخراز. اهـ. من أسنى المطالب.
(٣) سبحان: مفعول مطلق لفعلٍ محذوف تقديره: أسبح.

<<  <   >  >>