للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[علم النجوم وارتباطه بالسحر]

١٧ - مسألة: في الحديث: "من اقتبس علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر". فما وجه ارتباطِ السحر بالنجوم؟.

الجواب: تقدم هذا الحديث (١)، وهنا فيه فائدة أخرى، وجهه: أنهما اشتركا في كونهما باطلًا، وخداعًا، وتمويهًا، فإن النجوم لا فعل لها، بل الله تعالى هو الفاعل لحركتها وهو خالقها، وخالق كل شيء سبحانه وتعالى (٢) وكذلك السحر تخييل.

١٨ - مسألة: في الحديث: "إِذا ذكرت النجومُ فأمسكوا"، ما معناهُ؟.

الجواب: معناه: أمسكوا عن الخوض في علم النجوم، والعمل به، وتصديق قائله.


= وقال ابن عباس: الغاسق الليل، إذا وقب أي: أقبل بظلمته من المشرق.
وقيل: سمي الليل غاسقًا لأنه أبرد من النهار والغسق، البرد، وإنما أمر بالتعوذ من الليل لأن فيه تنشر الآفات، ويقل الغوث، وفيه يتم السحر.
وقيل: الغاسق، الثريا إذا سقطت وغابت.
وقيل: إن الأسقام تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها فلهذا أمر بالتعوذ من الثريا عند سقوطها. انظر الخازن الجزء الرابع عند تفسير هذه السورة.
(١) انظر في ص ٢٣٢.
(٢) روي عن زيد بن خالد رضي الله تعالى عنه قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل. فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطِرنا بفضل الله فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" متفق عليه. والسماء هنا: المطر. اهـ. من رياض الصالحين للإمام النووي ص ٧٦٠ باب "النهي عن قول الإنسان مطرنا بنوء كذا".

<<  <   >  >>