للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عباس: التين هو تينكم هذا الذي تأكلون، والزيتون هو زيتونكم هذا الذي تعصرون منه الزيت، قيل: خص التين بالقسم؛ لأنه فاكهة مخلصة لا عجم لها يشبه فواكه الجنة، والزيتون شجرة مباركة جاء به الحديث وهو ثمر ودهن يصلح للإصباح والاصطباح.

وقال عكرمة: التين والزيتون جبلان، وقال قتادة: التين: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس؛ لأنهما ينبتان التين والزيتون.

وقال الضحاك: هما مسجدان بالشام. قال ابن زيد: التين: مسجد دمشق، والزيتون: مسجد بيت المقدس، وقال محمد بن كعب: التين مسجد أصحاب أهل الكهف، والزيتون: مسجد إيليا، وطور سيناء هو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه الصلاة والسلام. و {البلد الأمين}: مكة يأمن فيها الناس في الجاهلية والإسلام، وهذه أقسام وجوابها: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} أي: أعدل قامة وأحسن صورة، وذلك أنه تعالى خلق كل حيوان منكبا على وجهه إلا الإنسان خلقه مديد القامة يتناول مأكوله بيده، مزينا بالعقل والتمييز. والله تعالى أعلم.

[مطلب في قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}. إلخ]

(سئل) ما معنى قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}؟ وهل ورد: قراءة "إذا زلزلت" تعدل نصف القرآن؟.

(أجاب) الذرة وزن نملة صغيرة أصغر ما يكون من النمل.

وقال ابن عباس: ليس مؤمن ولا كافر عمل خيرا أو شرا في الدنيا إلا أراه الله يوم القيامة، فأما المؤمن فيرى حسناته وسيئاته فيغفر الله سيئاته، ويثيبه بحسناته، وأما الكافر فترد حسناته ويعذبه بسيئاته.

قال محمد بن كعب في هذه الآية {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}: من كافر يرى ثوابه في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير. {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر.

روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إذا زلزلت الأرض} تعدل نصف القرآن و {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن , و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن. والله تعالى أعلم.

[مطلب في قوله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة} إلخ.]

(سئل) ما معنى قوله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة}؟

(أجاب) قال ابن عباس: هم المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة، ومعناهما واحد، وقال مقاتل: الهمزة: الذي يعيبك في الغيب، واللمزة: الذي يعيبك في الوجه، وقال سعيد بن جبير وقتادة: الهمزة الذي يأكل لحوم الناس ويغتابهم واللمزة: الطعان عليهم.

وقال ابن زيد: الهمزة: الذي يهمز الناس بيده ويضربهم واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم، وقيل غير ذلك، والله تعالى أعلم.

[مطلب في قوله تعالى: {ويمنعون الماعون} إلخ.]

(سئل) ما المراد بـ بالماعون في قوله تعالى: {ويمنعون الماعون}؟.

(أجاب) روي عن علي رضي الله عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>