للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمد أخ أختها. وقال في المنهج: ولا تحرم عليك أخت أخيك من نسب أو رضاع سواء كان أخاك لأبيك أو أخاك لأمك، والله أعلم.

[مطلب: نكاح المشرك]

(باب نكاح المشرك)

[مطلب: الذمي إذا أسلم مع زوجته هل يقرا على نكاحهما السابق في الكفر .. إلخ]

(سئل) في رجل ذمي تحته زوجة ذمية أسلمت بعد أن دخل بها فهل يفرق بينهما.

(أجاب) حيث حصل الدخول بها وأسلمت الزوجة؛ فإن أسلم قبل انقضاء العدة دام نكاحه، وإن لم يسلم تنجزت الفرقة من حين الإسلام، وهي فرقة فسخ وعليه نفقتها مدة حبسها في العدة. قال في المنهج: أو أسلمت زوجته وتخلف فكردة، أي فإن كان ذلك قبل الدخول وما في معناه تنجزت الفرقة أو بعده وأسلم الآخر في العدة دام نكاحه وإلا فالفرقة من الإسلام، والله أعلم.

[مطلب: ذمية بالغة أسلمت وتزوجت على يد قاض فليس لأحد معارضتها .. إلخ]

(سئل) في ذمية بالغة عاقلة أحبت دين الإسلام فدخلت فيه وأقرت بالشهادتين على يد بينة شرعية من المسلمين من أهل بلدها يقال لهم الزغاللة، ثم إنها ذهبت لقرية أخرى واختارت رجلا مسلما فتزوجت به على يد قاضي بيت المقدس تزويجا شرعيا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب مسطور، فهل لأحد من أهل بلدها ممن أسلمت على يده أو غيرهم ممن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعرض لها بسوء أو لمهرها أو لزوجها، وهل يجوز لمن يؤمن بالله أن يعيبها أو يدعي عيبها تبعا لأقاربها النصارى، وهل محبتها للرجل الذي تزوجت به عيب تعاب به شرعا، وماذا يترتب على من يعيبها بذلك.

(أجاب) هذه المرأة نور الله قلبها وشرح صدرها للإسلام، قال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} فنطقت بالدين الحق والقول الصدق {إن الدين عند الله الإسلام} فمن أعابها أو نسب لها عيبا فهو العائب وكأنه كذب الله ورسوله فهو ملعون في كتاب الله تعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يفلح مثل هذا الرجل في الدنيا ولا في الآخرة، وهي أطهر من قول القائلين بل من كثير من المسلمين العابدين؛ لأنها خرجت من الكفر ولا ذنب عليها فهي طاهرة مطهرة منورة بنور الإسلام، ويجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يكرمها وينصرها ويعزها بعز الإسلام ومحبته في رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنها دخلت في الدين القويم، فمن آذاها فقد آذى الله ورسوله، يوشك أن يأخذه، والويل له إذا أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فطرده وأهانه وتبرأ منه يوم القيامة فقد فاز بخسران مبين عند رب العالمين، فيجب على من أسلمت على يده أن ينصرها ويعينها ويكرمها لما ورد في الخبر عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك

<<  <  ج: ص:  >  >>