للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحالهم فتصبحوا فتصيروا على ما فعلتم نادمين أي مغتمين على ما وقع منكم تتمنون أنه لم يقع، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه: "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم، ولكن البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه". ولو قبلت أخبار الفاسقين لم نثق بشيء من الدين. وقال صلى الله عليه وسلم: "علي مثلها أي الشمس فاشهد". وقد علمت ما وقع من الافتراء والكذب والزور والضلال والبهتان من الكفرة اللئام على سيد الأنام مع القطع بظهور المعجزة والبرهان، فما زادهم ذلك إلا الطغيان والله المستعان على أن دعوى المرأة الذمية على أهل دينها تقدح في قلب قاض الجنة تحقيق الظنة؛ لأن الإنسان ناصر لأهل دينه خاذل لغيره بالوضع كما هو مشاهد معلوم عليه أهل المنطوق والمفهوم لا يجوز العدول عنه إلى أوهام قوبلت بهذه لكانت كالدرة مع الجبل، فإقرار الرجل المسلم قاصر عليه، وقول الكافر لا يعول عليه ولو أقسم عليه أنهم لا إيمان لهم لو اطلعت عليهم وما هو عليه من القبائح لوليت منهم فرارا ولملئت رعبا وما لقيت لهم ذمة ولا عهدا، بل مكائد للمسلمين لا تعلم لها حدا ولكن رد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين إذا علمت ذلك، وتحققت ما هنالك علمت أن الخائضين في أهل الإسلام ولا سيما المشايخ الأعلام والسادة الكرام، يجب على ولي الأمر أيدت أحكامه وأعلى في الخافقين نظامه أن يعزر أعداء الله ورسوله وأعداء أولياء الله وأهل الإسلام؛ لأن منصبه قمع اللئام وإقامة الأحكام بالأحكام، ورفع معالم الإسلام لأن مثل هذه السرية التي ليس فيها مرية ولو وقعت من أهل الإسلام لكان الواجب لهم التعزير والتحقير على هذا الأمر الخطير، فكيف بإخوان الشياطين فتنصب عليهم الحدود بحسب ما شرط من فتح البلاد بأمر الودود فنصر الله تعالى من كان للحق ناصرا، ولأهل الباطل قاهرا حتى يصح الإسلام به مفاخرا وعلى الدين الباطل ظاهرا، والله تعالى أعلم.

[مطلب أرض اشتراها محمد بن عواد من عواد بن غانم إلخ]

(سئل) في أرض اشتراها محمد بن عواد من عواد بن غانم وتصرف فيها في حياته نحو عشرين سنة، ثم مات عواد وورثه غانم ومكث نحو خمسة عشرة سنة، ثم موت غانم وله ورثة، ثم بعد موت غانم بنحو خمس سنين ادعى وارثها أن نصف هذه الأرض لهم مع عدم معارضتهم ومنازعتهم نحو أربعين سنة، فهل تسمع دعواهم والحال أن الأرض وقف على كليم الله تعالى موسى بن عمران على نبينا وعليه الصلاة والسلام؟

(أجاب) هذه الأرض لا تملك، وإنما الزراع لها له بها اختصاص وانتفاع، فلما وضع الرجل يده على الأرض هذه المدة فلا تسمع الدعوى عليه مع ذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>