للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملقب بالجامع لجمعه بين التفسير والحديث والمغازي والفقه، مع العلم بأمور الدنيا، وأبي إسحق الثعلبي، فكل هؤلاء قد عدوا مخطئين لنقلهم الأحاديث الموضوعة، وأشدهم خطأ الزمخشري لكونه نقلها بصيغة الجزم، والعذر عن هؤلاء إما لكونها ممن تساهل في الفضائل، وفي الحلال والحرام شدد بلا طائل، وإما لعدم اطلاعهم على مخرجها، وقد روي عن الربيع بن خيثم التابعي أنه قال: إن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره. وقال ابن الجوزي: الحديث المنكر يقشعر منه جلد طالب العلم، فينفر منه قلبه، وذلك بأن يحصل كما قاله ابن دقيق العيد للمحدث من كثرة محاولته ألفاظ النبي - صلى الله عليه وسلم - هيبة نفسانية وملكة قوية يعرف بها ما يجوز أن يكون من الألفاظ النبوية وما لا يجوز، ومما يرد هذا ما ذكره أئمة الأصول والفقه أن الفرض لا ينوب عنه غيره، ولو أخذ بظاهره لأدى إلى فساد كبير وخلل عظيم؛ لأن الخمس صلوات إذا جبرت فائتة سبعين سنة، خرج الناس من عهدة الصلاة بخمس صلوات يصليها في آخر رمضان، سواء كانت أداء أو قضاء، كيف وقد نص الأئمة على وجوب قضاء الصلاة إجماعا، سواء فاتته بعذر أو غيره، ثم إن حملت الخمس صلوات على أنها أداء، فهذا لا معنى له لأنه واجب عليه أداؤها، وإن حملت على القضاء فهذا مناقض لغيره من الأحاديث، ولقوله تعالى {أقيموا الصلاة} إذ كيف يكون تأخير الصلاة وفعلها قضاء سببا في هذا التكفير؟ فلا يقول بذلك البشير النذير، وهذا من جملة ما يستدل به على وضع الحديث، وفي كلام ابن حجر أن مما يدل أيضا على الوضع سبر ما بأيدي الناس من الحديث، ولم يوجد في الكتب المعول عليها، والله أعلم.

[مطلب قراءة الفاتحة بعد الدعاء هل هي سنة أو لا، وهل قول القارئ بعد الفاتحة: للنبي أو لفلان، يستحب أو لا]

(سئل) عن قراءة الفاتحة بعد الدعاء هل هي سنة أم لا؟ وكثير من إذا ختم الدعاء يقول عقب الفاتحة: للنبي أو لفلان الغائب، هل يستحب أم لا؟.

(أجاب) أفتى العلامة الشمس الرملي رحمه الله تعالى بأن قراءة الفاتحة عقب الصلوات لها أصل في السنة، والمعنى فيه ظاهر لكثرة فضائلها، وقراءتها في الأحوال المذكورة لا بأس بها، بل يستحب، والله أعلم.

[مطلب ورد عن النبي بين الجلالتين اللتين في سورة الأنعام الخ]

(سئل) هل ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء بين الجلالتين اللتين في سورة الأنعام وهل ورد أنهما الاسم الأعظم؟.

(أجاب) روى الطبراني بسند جيد أن الدعاء مستجاب عند رؤية الكعبة، وورد مجربا في مواضع مشهورة في المساجد الثلاث، وبين الجلالتين من سورة الأنعام، وفي الطواف، وعند الملتزم، وفيه حديث مرفوع رويناه مسلسلا. انتهى. وقال كثير من العلماء أن الاسم الأعظم في القرآن مجموع الاسمين المتواليين في قوله تعالى {رسل الله الله أعلم} قال بعضهم: يستحب للقارئ إذا بلغ هذه الآية أن يقول: اللهم من ذا الذي دعاك فلم تجبه، إلى آخر الدعاء المشهور

<<  <  ج: ص:  >  >>