للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاصلة من اجتماع كلمتين أو كلمات، والنسبة الحكمية حالة في هذه الصور، وأما قول الأشموني أن التأليف أخص، ظاهر؛ لأن كل مؤلف مركب ولا عكس؛ إذ لا يشترط في التركيب وجود ألفة ولا ترتيب في الرتبة العقلية، فهو أعم مطلقا، بخلاف التأليف، فيشترط فيه وجود الألفة وإن لم يوجد ترتيب فهو أخص منه. قال شيخ الإسلام: والألفاظ الموضوعة للدلالة على ضم شيء إلى آخر ثلاثة: التركيب والتأليف والترتيب، فالتركيب: ضم الأشياء، مؤتلفة كانت أو لا، مرتبة الرفع أم لا، فهو أعم من الآخرين مطلقا، والتأليف ضمها مؤتلفة سواء كانت مرتبة الوضع كما في الترتيب وهو جعلها بحيث يطلق عليها اسم الواحد، ويكون لبعضها نسبة إلى البعض بالتقدم والتأخر في الرتبة العقلية، وإن لم تكن مؤتلفة أم لا، فهو أعم من الترتيب من وجه وأخص من التركيب مطلقا، وبعضهم جعل الترتيب أخص مطلقا من التأليف، وبعضهم جعلهما مترادفين، والله أعلم.

[مطلب لفظة نص بما تتعدى ولفظة صرح أيضا الخ]

(سئل) عن لفظة: نص، بما تتعدى؟ وعن لفظة: صرح، أيضا بماذا تتعدى؟.

(أجاب) عبارة المصباح: وصرح بما في نفسه تصريحا: أظهره. انتهى وعبارة القاموس: والتصريح خلاف التعريض، وتبين الأمر كالصرح والإصراح، وانكشاف الحق لازم متعد. انتهى. فقوله: لازم، معناه: يتعدى بالباء، وقوله: متعد، معناه: يتعدى نفسه، والتصريح مصدر صرح، وفي المصباح أيضا: نص الشيء: رفعه، ونص الحديث إلى فلان: رفعه إليه، ومثله عبارة القاموس. قال: والعروس أقعدها على المنصة، بالكسر، وهى ما ترتفع عليه، بمعنى أظهرها، فقد عداه إلى مفعولين؛ أحدهما بنفسه والثاني تارة بإلى وتارة بعلى، ومنه ما يستعمله الفقهاء من قولهم: نص عليه فلان؛ أي أظهره ظهور العروس على المنصة، والله أعلم.

[مطلب علم العربية ما أصله وما ورد فيه من المدح]

(سئل) عن علم العربية ما أصله وما ورد فيه من المدح؟.

(أجاب) علم العربية الذي هو النحو جمال الألسنة وكمال العلماء، يعلم منه معاني الكتاب والسنة ومخاطبة العرب بعضهم ببعض، وبه يخاطب الله تعالى عباده في الجنة، وقال - صلى الله عليه وسلم - «تعلموا العربية وعلموها الناس فإنها لسان الله تعالى الذي يخاطب به عباده يوم القيامة» وفائدته صون اللسان عن الخطأ، وأصوله المرفوعات والمنصوبات والمخفوضات، والأصل فيه ما قيل أن أبا الأسود سمع قارئا يقرأ: أن الله بريء من المشركين ورسوله، بالجر عطفا على المشركين، فذهب إلى الإمام علي كرم الله وجهه، وأخبره بذلك فقال له: ذلك بمخالطتهم العجم صاروا يلحنون. أقسام الكلام ثلاثة: اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أوجد معنى في غيره، والفاعل مرفوع وما سواه فرع عليه، والمفعول منصوب

<<  <  ج: ص:  >  >>