للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقص في مراتبهم كالمرض ونحوه، فهذه ثمانية وأربعون عقيدة تجب لله ورسله صلى الله عليهم وسلم، وأما الأنبياء فالواجب لهم الصدق والأمانة، ويستحيل في حقهم الكذب والخيانة، وأما التبليغ فلم يؤمروا بالبلاغ، والله تعالى أعلم.

[مطلب من الأفضل الأنبياء أو الملائكة؟]

(سئل) هل الأفضل الأنبياء أو الملائكة؟.

(أجاب) اعلم أن المسألة فيها ثلاث مذاهب: مذهب الأشاعرة أن الأنبياء أفضل من الملائكة، ولم يفصلوا، وذهب جمهور المعتزلة وبعض أصحابنا إلى تفضيل الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ أي غير نبينا - صلى الله عليه وسلم - فقد نقل الرازي الإجماع على أنه أفضل الخلق حتى عند المعتزلة، وبه تعلم خطأ الزمخشري في التقسيم حتى لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ومذهب الماتريدية التفصيل، وهو المرتضى عند المتأخرين، وهو أن خواص بني آدم وهم الأنبياء أفضل من خواص الملائكة، وخواص الملائكة كرسلهم أفضل من عوام البشر، وهم غير الأنبياء، كأبي بكر وعمر رضى الله عنهما، وعوام البشر أفضل من عوام الملائكة، وبعض هؤلاء الأصناف يفضل بعضا، إذا علمت ذلك علمت معنى قوله تعالى {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} وهو أن يقال: عوام بني آدم أفضل على الكثير من الخلق، وأما القليل وهو مفهوم الكثير وهو الملائكة، فيقال فيه تفصيل وهو أن خواص البشر مفضلون عليهم وخواص الملائكة مفضلون على عوام البشر، وهو محل مفهوم القلة التي فهمت من الآية الشريفة، والله تعالى أعلم.

ما يجب على الولي تعليمه للصبي الخ

(سئل) عما يجب على الولي وغيره تعليمه للصبي من أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

(أجاب) اعلم أنه يجب على الولي على ترتيب ذكره ابن حجر وغيره، وكذا غير الولي بناء على أن الآتي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: تعليم الصبي ما يضطر إلى معرفته من الأمور الضرورية التي يكفر جاحدها ويشترك فيها العام والخاص، منها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بمكة ودفن بالمدينة ولا بد أن يذكر له من أوصافه - صلى الله عليه وسلم - الظاهرة المتواترة ما يسره ولو بوجه، فيجب أن يبين له النبوة والرسالة وان محمدا - صلى الله عليه وسلم - من قريش واسم أبيه عبد الله وأمه آمنة، وبعث بمكة ودفن في المدينة المنورة، نبي الله ورسوله إلى الخلق كافة، ويتعين ذكر لونه لئلا يزعم أنه أسود فيكفر، هذا خلاصة ما ذكره الفقهاء، فهو - صلى الله عليه وسلم - أكمل الخلق خلقا، وهى الأوصاف الظاهرة، كوجهه الشريف وعينيه وأنفه وبقية أعضائه، وخلقا وهى الأوصاف الباطنة كالعلم والجود والشجاعة والحلم والفصاحة، فلو وزن

<<  <  ج: ص:  >  >>