للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عمرو، فذهب ليتناولها، فقال له: «مَهْ يَا غُلاَمَ بَنِي مَحْزُومٍ». قَالَ مُجَاهِدٌ: قُلْتُ: «مَا كَتَبْتُ شَيْئًا» قَالَ: «هَذِهِ الصَّادِقَةُ، فِيهَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِيهَا أَحَدٌ» (١)، وكانت هذه الصحيفة عزيزة جِدًّا على ابن عمرو حتى قال: «مَا يُرَغِّبُنِي فِي الحَيَاةِ إِلاَّ الصَّادِقَةُ وَالوَهْطُ» (٢)، وَرُبَّمَا كَانَ يَحْفَظُهَا فِي صُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ (٣)، خشية عليها من الضياع، وقد حفظ هذه الصحيفة أهله من بعده، وَيُرَجَّحُ أن حفيده عمرو بن شعيب كان يُحَدِّثُ منها (٤).

وتضم صحيفة عبد الله بن عمرو ألف حديث كما يقول ابن الأثير (٥).

إلا أن إحصاء أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لا يبلغ خمسمائة حديث (٦)، وإذا لم تصلنا الصحيفة الصادقة كما كتبها ابن عمرو بخطه،


(١) " المحدث الفاصل " نسخة دمشق: ص ٢: ب جـ ٤، و" طبقات ابن سعد ": ص ١٨٩ قسم ١ جـ ٧ ونحوه في " تقييد العلم ": ص ٨٤.
(٢) " سنن الدارمي ": ص ١٢٧ جـ ١، والوهط: أرض لعمرو بن العاص تصدق بها كان يقوم بها. المصدر نفسه.
(٣) انظر " مسند الإمام أحمد ": ص ١٧١ حديث ٦٦٤٥ جـ ١٠، وكتاب " العلم " للمقدسي: ص ٣٠ بإسناد صحيح.
(٤) انظر " تهذيب التهذيب ": ص ٤٨، ٤٩ جـ ٨.
(٥) انظر " أسد الغابة ":ص ٢٣٣ جـ ٣.
(٦) انظر " مسند عبد الله بن عمرو وصحيفته الصادقة ": ص ٦٧١ حيث أحصى السيد محمد سيف الدين عليش أحاديث الصادقة، فكان منها:
٢٠٢ حديثًا من أصل ٦٣٢ حديثًا رواها الإمام أحمد في " مسنده " عن عبد الله بن عمرو.
و٨١ حديثًا من أصل ٢٣٢ حديثًا رواها أبو داود في " سننه " عن عبد الله بن عمرو.
و٥٣ حديثًا من أصل ١٢٨ حديثًا رواها النسائي في " سننه " عن عبد الله بن عمرو.
و٦٥ حديثًا من أصل ١١٧ حديثًا رواها ابن ماجه في " سننه " عن عبد الله بن عمرو.
و٣٥ حديثًا من أصل ٨٩ حديثًا رواها الترمذي في " سننه " عن عبد الله بن عمرو.
فعدد أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهي أحاديث الصادقة كما هو المرجح بلغ =