للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١) - أَبُو هُرَيْرَةَ: (١٩ ق هـ - ٥٩ هـ):

١ - التَّعْرِيفُ بِهِ:

أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر (١) الدوسي اليماني، كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، فسماه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبد الرحمن. واشتهر أبو هريرة بكنيته. حتى غلبت على اسمه فكاد ينسى. وسئل أبو هريرة: لِمَ كُنِّيتَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: «كُنِّيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ لأَنِّي وَجَدْتُ هِرَّةً فَحَمَلْتُهَا فِي كُمِّي، فَقِيلَ لِي: أَبُو هُرَيْرَة».وكان يرعى غنم أهله في صغره، ويداعب هرته. وكان يقول: «لاَ تُكَنُّونِي أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّ النَبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَنَّانِي أَبَا هِرٍّ، وَالذَكَرُ خَيْرٌ مِنَ الأُنْثَى» (٢).

كان أبو هريرة رجلاً آدم (٣) بعيد ما بين المنكبين، ذا ضفيرتين، أفرق الثنيتين، يخضب شيبه بالحمرة (٤). وكان أبيض لينًا، لحيته حمراء،


(١) انظر " تاريخ الإسلام ": ص ٣٣٣ جـ ٢ وقد اختلف في اسمه واسم أبيه وفي ذلك أقوال. انظر " طبقات ابن سعد ": ص ٥٢ قسم ٢ جـ ٤، و" الإصابة ": ص ١٩٩ - ٢٠١ جـ ٧، و" تهذيب التهذيب ": ص ٦٣ جـ ١٢.
(٢) انظر " الإصابة ": ص ٢٠٢ جـ ٢، و" سير أعلام النبلاء ": ص ٤٢٤ جـ ٢، وانظر " مسند الإمام أحمد ": ص ٨٣ جـ ١٢.
(٣) الآدم من الناس الأسمر. انظر " لسان العرب " (أدم): ص ٢٧٦ جـ ١٤ ووصفه بهذا لا يتعارض مع وصفه بعد قليل بالبياض، فقد تكون سمرة وجهه من شمس الصحراء وريحها، والأصل في لون بشرته البياض.
(٤) انظر " طبقات ابن سعد ": ص ٥٩ قسم ٢ جـ ٤، و" تاريخ الإسلام ": ص ٣٣٣ و ٣٣٤ جـ ٢، و" سير أعلام النبلاء ": ص ٤٢٣ جـ ٢.