للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«أَنْتَ لَهَا وَلأَمْثَالِهَا» (*)، ويأخذ بقوله وكان قوي الذاكرة، سريع الحفظ.

روى عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعن أبيه، وأمه أم الفضل، وعن أخيه الفضل، وخالته ميمونة، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وأبي ذر الغفاري، وأُبي بن كعب، وعن تميم الداري، وخالد بن الوليد، وهو ابن خالته، وأسامة بن زيد، وأبي سعيد الخُدري، وأبي هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعن كثير غير هؤلاء.

وروى عنه خلق كثير، من أشهرهم من الصحابة عبد الله بن عمرو بن ثعلبة بن الحكم الليثي، والمسور بن مخرمة، وأبو الطفيل، وغيرهم، ومن كبار التابعين سعيد بن المسيب، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وعكرمة، وعطاء، وطاووس، وكريب، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعمرو بن دينار، وغيرهم.

وقد قال فيه ابن عمر: «ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ».

وقد روى له [١٦٦٠] حَدِيثًا، أخرج له الشيخان منها [٢٣٤) حَدِيثًا، اتفقا على [٧٥] حَدِيثًا منها، وانفرد البخاري بـ[١١٠] حَدِيثًا ومسلم بـ[٤٩] حَدِيثًا، وأحاديثه في " الكتب الستة " وكتب السنن.

استعمله عَلِيٌّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - على البصرة أميرًا، ثم فارقها قبل استشهاد عَلِيٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وعاد إلى مكة يعلم الناس، وَكُفَّ بصره في آخر أيامه، وتوفي بالطائف سَنَةَ (٦٨ هـ)، وصلى عليه محمد بن الحنفية وقال: «اليَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ».

* * *


[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
(*) انظر " أسد الغابة " لابن الأثير، تحقيق علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، ٣/ ٢٩١، الطبعة الأولى: هـ - ١٩٩٤ م، نشر دارالكتب العلمية. بيروت - لبنان.