للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، إلا أن العلماء اختلفوا في ابن ماجه، فجعلوا الكتاب السادس " موطأ الإمام مالك "، كما قال رُزَيْنٌ وابن الأثير، أو " مسند الدارمي " كما قال ابن حجر العسقلاني (١).

وعلى ذلك فإن من الواضح أن عبارة " الكتب الخمسة " تصدق على كتب الأئمة الذين ذكروا قبل ابن ماجه، فإذا قرأنا في ذيل بعض الأحاديث مثل هذه العبارة: «رَوَاهُ الخَمْسَةُ» فمعنى ذلك أن البخاري ومسلمًا وأبا داود والترمذي والنسائي قد اتفقوا جميعًا على رواية هذا الحديث. وعبارة «الصَّحِيحَيْنِ» تطلق على كتابي البخاري (٢) ومسلم (٣)، ويقال في الحديث الذي رَوَيَاهُ «رَوَاهُ الشَّيْخَانِ» أو «مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ».


(١) " الرسالة المستطرفة ": ص ١٠، ١١.
(٢) الإمام البخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وَيُكَنَّى أبا عبد الله. أخذ يحفظ الحديث وهو دون العاشرة من عمره، فكتب عن أكثر من ألف شيخ، وحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف غير صحيح، وكتابه " الجامع الصحيح " هو أصح الكتب بعد القرآن المجيد، سمعه من أكثر من سبعين ألفًا، وظل يشتغل في جمعه ست عشرة سَنَةً.
ولـ " صحيح البخاري " شروح كثيرة ذكر منها صاحب " كشف الظنون " اثنين وثمانين شرحًا، ولكن أفضلها شرح ابن حجر المُسَمَّى " فتح الباري ".
ومن مُصَنَّفَاتِ البخاري التواريخ الثلاثة: " الكبير " و " الأوسط " و " الصغير " و " كتاب الكُنَى "، و " كتاب الوحدان "، وكتاب " الأدب المفرد "، و " كتاب الضعفاء ".
توفي البخاري سَنَةَ ٢٥٦ هـ في قرية من قُرَى سَمَرْقَنْدْ تُسَمَّى «خَرْتَنْكْ».
(٣) هو الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، وبنو قشير قبيلة عربية معروفة، النيسابوري، وكنيته أبو الحسن، أجمع العلماء على إمامته في الحديث، وقد رحل كثيرًا في طلبه.
ولمسلم كُتُبٌ كثيرة منها " صحيحه " المشهور، وكتاب " العلل " وكتاب " أوهام المحدثين "، وكتاب " من ليس له إلا راو واحد "، وكتاب " طبقات التابعين "، وكتاب " المخضرمين "، وكتاب " المسند الكبير " على أسماء الرجال.
وقد توفي الإمام مسلم بنيسابور سَنَةَ ٢٦١ هـ، عن خمس وخمسين سَنَةٍ.