للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما سميت " الكتب الستة " بالصحاح على سبيل التغليب، وإلا فإن كتب " السنن الأربعة " للترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه هي دون " الصحيحين " منزلة، وأقل منهما دقة وضبطًا (١).

ولكل من أصحاب " الكتب الستة " ميزة يعرف بها، فمن أراد التفقه فعليه بـ " صحيح البخاري "، ومن أراد قلة التعليقات فعليه بـ " صحيح مسلم " (٢)، ومن رغب في زيادة معلوماته في فن التحديث فعليه بـ " جامع الترمذي "، ومن قصد إلى حصر أحاديث الأحكام فبغيته لدى أبي داود (٣) في " سننه "، ومن كان يعنيه حسن التبويب في الفقه فابن ماجه (٤) يُلَبِّي رغبته، أما النسائي (٥) فقد توافرت له أكثر هذه المزايا.


(١) وكتب الصحاح غير " الكتب الستة " - كما ذكر السيوطي في خطبة كتابه " جمع الجوامع " - هي " صحيح ابن خزيمة " أبي بكر محمد بن إسحاق المُتَوَفَّى سَنَةَ ٣١١ هـ، و " صحيح أبي عوانة " يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني المُتَوَفَّى سَنَةَ ٣١٦ هـ، و " صحيح ابن حبان " محمد بن حبان البُسْتِي المُتَوَفَّى سَنَةَ ٣٥٤ هـ، و " الصحاح المختارة " للضياء المقدسي: محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي المُتَوَفَّى سَنَةَ ٦٣٤ هـ، وقارن بـ " الرسالة المستطرفة ": ص ١٦ - ٢١.
(٢) قيل إنها لا تزيد عن أربعة عشر موضعًا، يعلق فيها سند الحديث فيقول: «مُسْلِمٌ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -». وقد سَرَدَهَا الحافظ العراقي في " شرحه لمقدمة ابن الصلاح ". (انظر ص ٢٠، ٢١) طبعة حلب سَنَةَ ١٣٥٠ هـ.
(٣) هو أحد أئمة الحديث المتقنين، الإمام الحافظ أبو داود سليمان بن الأشعث، الأزدي، السجستاني، اقتصر في " سننه " على أحاديث الأحكام. وله ملاحظات قَيِّمَةٌ على الرُوَّاةِ والأحاديث، تُوُفِّيَ سَنَةَ ٢٧٥ هـ.
(٤) هو الحافظ أبو عبد الله، محمد بن القزويني، المعروف بابن ماجه (بهاء ساكنة وصلاً ووقفًا لأنه اسم أعجمي)، وهو لقب أبيه لا جَدِّهِ. وأول من أضاف " سُنَنَهُ " مكملاً به الأصول الستة أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي في " أطراف الكتب الستة " له وقد تُوُفِّيَ ابن ماجه سَنَةَ ٢٧٥ هـ على الأشهر.
(٥) هو الحافظ أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب النسائي، نسبة إلى نَسَاءَ بلدة مشهورة =