للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكيم. وروى عنه مجاهد، وعلقمة بن قيس، والسائب بن يزيد.

وأصح الأسانيد عنه ما رواه علي بن الحسين بن علي عن سعيد بن المسيب عنه. وروي عنه (٢٧٠) حديثًا (١).

[١٢ - معاذ بن جبل:]

هو فقيه الصحابة، معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، الخزرجي، وكنيته أبو عبد الرحمن. كان إسلامه وهو في الثامنة عشرة من عمره، وبايع النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في «العقبة الثانية» وشهد جميع الغزوات مع النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد آخى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بينه وبين عبد الله بن مسعود، وأرسله إلى اليمن. ليعلمهم ويفقههم في الدين ويحفظهم القرآن، فشيعه - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - مَاشِيًا، وكان معاذ راكبًا، والنبي يقول له: «إِنِّ أُحِبُّكَ».

وقد ظل يعلم الناس في اليمن في عهد أبي بكر، ثم هاجر الى الشام.

كان أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن في عهد النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان كما قال فيه - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -: «أَعْلَمُ النَّاسِ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ». روى عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وروى عنه أنس بن مالك، ومسروق، وأبو الطفيل عامر بن واثلة. وتوفي عام ١٨ هـ الذي حدث فيه طاعون عَمَوَاسْ بالأردن، وهو ابن ثلاث وثلاثين. وفيه يقول عمر بن الخطاب: «عَجَزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذٍ، وَلَوْلاَ مُعَاذٌ لَهَلَكَ عُمَرُ!» (٢).


(١) ترجمة سعد في " التهذيب ": ٣/ ٤٨٣، و" الحلية ": ١/ ٩٢، و" صفة الصفوة: ١/ ١٣٨، ولعبد الحميد السحار كتاب فيه.
(٢) ترجمة معاذ في " الإصابة ": رقم ٨٠٣٩، و" أسد الغابة ": ٤/ ٣٧٦، و" طبقات ابن سعد ": ٣ / ق ٢ ص ١٢٠.