للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الذين رَوَوْا عنه فكثيرون، منهم من كانوا شيوخًا له كالزهري ويحيى بن سعيد، ومنهم من كانوا من أقرانه، كالأوزاعي، والثوري، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، وَابْنُ جُرَيجٍ، وشعبة بن الحجاج، ومنهم الذين أخذوا عنه كالشافعي، وابن المبارك، وابن وهب، وابن مهدي، والقطان، وأبي إسحاق الفزاري.

كان مولده سَنَةَ ٩٣هـ، ووفاته سَنَةَ ١٧٩هـ (١).

[٢ - الإمام الشافعي:]

هو الإمام الذي ملأ طباق الأرض عِلْمًا، محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، وإلى جده الأخير هذا نُسِبَ فَعُرِفَ بـ «الشافعي»، وهو قُرَشِيٌّ مُطَّلَبِيٌّ مَكِّيٌّ، كنيته أبو عبد الله. وكانت أمه «أزدية».

ولد الشافعي بغزة سَنَةَ ١٥٠هـ، ثم حمل إلى مكة بعد فطامه، ففيها نشأ وتلقى العلم. حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وَجَوَّدَهُ على مقرئ مكة في ذلك الحين إسماعيل بن قسطنطين، ويروى أنه كان يختمه في رمضان ستين مرة. حَدَّثَ عن مالك بن أنس إمام أهل المدينة، وفي الثالثة عشرة من عمره حفظ في عدة ليال " موطأه " وعرضه عليه، كما حَدَّثَ عن سفيان بن عيينة، وَعَبْدَ المَلِكِ بْنِ المَاجِشُونْ (٢) ٠ أما الفقه فقد أخذه عن مسلم بن خالد الزنجي الذي أذن له بالفتوى وهو دون العشرين. وكان إلى هذا كله بارعًا في اللغة


(١) ترجمته في " الديباج المذهب ": ص ١٧ - ٣٠، و" تهذيب التهذيب ": ١٠/ ٥، و" الوفيات ": ١/ ٤٣٩.
(٢) الماجشون: بفتح الجيم وكسرها.