للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه. هذا وقد ذكر ابن حجر نفسه في كتابه " تعجيل المنفعة برجال الأربعة " أنه ليس في " المسند " حديث لا أصل له إلا ثلاثة أو أربعة.

ويشتمل " مسند ابن حنبل " على (٤٠٠٠٠) أربعين ألف حديث مسند، المُكَرَّرُ منها نحو عشرة آلاف، ولابنه عبد الله زيادة فيها نحو عشرة آلاف، كما أن لأحمد بن جعفر القطيعي، الراوي عن ابنه عبد الله، بعض الزيادات.

وعبد الله بن أحمد بن حنبل هو الذي رتب " مسند " أبيه، فوقع فيه خلط مات أحمد قبل أن يُهَذِّبَهُ. أما الذي رتب " المسند " على حروف المعجم فهو الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله المقدسي الحنبلي.

كان الإمام أحمد آية في الحفظ والضبط، حتى قال أبو زرعة عنه: «كَانَ يَحْفَظُ أَلْفَ أَلْفَ حَدِيثٍ، يُمْلِيهَا مِنْ حِفْظِهِ»، فَلاَ غَرْوَ إِذَا عُدَّ مِنْ «أُمَرَاءِ المُؤْمِنِينَ فِي الحَدِيثِ». وفيه يقول ابن حبان: «كَانَ فَقِيهًا حَافِظًا مُتْقَنًا، مُلاَزِمًا لِلْوَرَعِ الخَفِيِّ، مُحَافِظًا عَلَى العِبَادَةِ الدَّائِمَةِ حَتَّى ضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، فَعَصَمَهُ اللهُ مِنَ البِدْعَةِ، وَجَعَلَهُ إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ وَمَلْجَأً يُلْجَأُ إِلَيْهِ».

والبدعة التي عصمه الله منها، حتى ضُرِبَ بالسياط عليها - كما يقول ابن حبان - هي محنة خلق القرآن، فإنه قد امتنع عن القول بها، فضرب وسجن «وَدَخَلَ الكِيرَ فَخَرَجَ ذَهَبًا إِبْرِيزًا» كما كان يقول بِشْرُ بْنُ الحَارِثِ الحَافِي.

كان في أول أمره يحضر مجلس القاضي أبي يوسف، ثم أخذ عن الشافعي الحديث والفقه والأنساب القرشية، وذهب إلى اليمن ليسمع