للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله من أفعال ذوي تقوى القلوب وذكر القلوب لأنها مراكز التقوى والمخلص تكون التقوى متمكنة في قلبه فيبالغ في أداء الطاعات على سبيل الإخلاص قال ابن عباس شعائر الله البدن والهدي وأصلها من الإشعار وهو الإعلام التي تعرف به أنها هدي وتعظيمها استسمانها واستحسانها واستعظامها وروي استفرهوا ضحاياكم فأنها في الجنة مطاياكم ويأتي الحث على ذلك.

{لَكُمْ فِيهَا} أي في البدن {مَنَافِعَ} اي في درها ونسلها وصوفها ووبرها وركوب ظهرها {إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى} أي إلى أن يسميها ويوجبها هديا فإذا فعل ذلك لم يكن له شيء من منافعها وقيل لكم فيها منافع بعد إيجابها وتسميتها هدايا بأن تركبوها وتشربوا من ألبانها عند الحاجة إلى أجل مسمى يعني إلى أن تنحروها وتقدم جواز ركوبها عند الحاجة {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} أي منحرها عند البيت العتيق والمراد جميع أرض الحرم وتقدم قوله - صلى الله عليه وسلم - نحرت ها هنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم.

ثم قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ} سلفت قبلكم {جَعَلْنَا

مَنْسَكًا} وهو موضع القربان فلم يزل النسك مشروعا على

اسم الله في جميع الملل {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا

رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ} أي عند ذبحها {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ

وَاحِدٌ} يعني فسموا على الذبح اسم الله وحده {فَلَهُ

أَسْلِمُوا} اخلصوا {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} المتواضعين

<<  <  ج: ص:  >  >>