للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعَذَابُ الأَلِيمَ} (١).

ولا شك أن: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)) (٢).

ولابد مع التوبة من الأعمال الصالحة؛ لقوله - عز وجل -: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (٣)، وقال - سبحانه وتعالى - بعد أن ذكر عقاب المشرك، وقاتل النفس بغير حق، والزاني: {إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا} (٤).

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله)) فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: ((يوفقه لعمل صالح قبل الموت)) (٥).

وعن عمرو بن الحَمَقِ - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيراً عَسَلَهُ)) قالوا: وكيف يعسله؟ قال: ((يفتح الله - عز وجل - له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه جيرانه، أو من حوله)) (٦).


(١) سورة الحجر، الآيتان: ٤٩ - ٥٠.
(٢) رواه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، من حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، برقم ٢٤٥٠، والطبراني في المعجم الكبير، برقم ١٠٨١، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، برقم ٦١٥، و٦١٦،وفي صحيح سنن ابن ماجه،٢/ ٤١٨،وانظر: المقاصد الحسنة للسخاوي، ص٥٢.
(٣) سورة طه، الآية: ٨٢.
(٤) سورة الفرقان، الآية: ٧٠.
(٥) الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح))، ٤/ ٤٥٠، برقم ٢١٤٢، والحاكم، ١/ ٣٤٠، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح للتبريزي، ٣/ ١٤٥٤، برقم ٥٢٨٨: ((وهو كما قالا)).
(٦) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار،٧/ ٥٢ - ٥٣،برقم ٤٦٤٠، و٤٦٤١، وأحمد في المسند، ٥/ ٢٢٤،والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي،١/ ٣٤٠،وعمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني في كتاب السنة، ١/ ١٧٦، برقم ٤٠١، وذكر له شواهد برقم ٤٠٠، ٤٠٢، ٤٠٣. وابن حبان في صحيحه، ٢/ ٥٤، برقم ٣٤٢، وانظر: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي، برقم ١٨٢٢.ونقل الألباني تصحيحه على شرط مسلم في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ١١١٤.

<<  <   >  >>