للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسوتنا الحسنة، قال الله - عز وجل -: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (١)، وثبت أصحابه من بعده - رضي الله عنهم -.

وعن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا أيها الناس، لا تمنَّوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف)) (٢).

[٦ - الشجاعة والبطولة والتضحية:]

من أعظم أسباب النصر: الاتصاف بالشجاعة والتضحية بالنفس، والاعتقاد بأن الجهاد لا يقدّم الموت، ولا يؤخّره، قال الله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} (٣).

قال الشاعر:

من لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعددت الأسباب والموت واحد

ولهذا كان أهل الإيمان الكامل هم أشجع الناس، وأكملهم شجاعة هو إمامهم محمد عليه الصلاة والسلام، وقد ظهرت شجاعته في المعارك الكبرى التي قاتل فيها، ومنها على سبيل المثال:


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.
(٢) متفق عليه: البخاري، برقم ٢٨١٨، ومسلم، برقم ١٧٤٢، وتقدم تخريجه.
(٣) سورة النساء، الآية: ٧٨.

<<  <   >  >>