للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النصير، وقال - سبحانه وتعالى -: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (١)؛ ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو ربه في معاركه، ويستغيث به، فينصره، ويمدّه بجنوده، ومن ذلك أنه نظر - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل - صلى الله عليه وسلم - القبلة، ورفع يديه، واستغاث بالله، وما زال يطلب المدد من الله وحده، مادًّا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (٢)، فأمدّه الله بالملائكة (٣)، وهكذا كان - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله في جميع معاركه، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب [مجري السحاب] [هازم الأحزاب] اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم)) (٤)، وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال: ((اللهم أنت عضدي (٥)، وأنت نصيري، بك


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٢٦.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٩.
(٣) متفق عليه: البخاري، كتاب المغازي، باب قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، برقم ٣٩٥٣، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة، برقم ١٧٦٣.
(٤) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو، برقم ١٧٤٢، من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما.
(٥) أنت عضدي: يعني عوني. سنن الترمذي، برقم ٣٥٨٤.

<<  <   >  >>