للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: ترك الحرام، وهو زهد العوام.

والثاني: ترك الفضول من الحلال، وهو زهد الخواص.

الثالث: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين (١))).

ولا يُعلِّقُ المؤمن قلبه بالدنيا؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - قال في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)) (٢).

قال الإمام النووي رحمه الله: ((ومعناه أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا: من الشهوات المحرمة، والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له، من النعيم الدائم، والراحة الخاصة، من النقصان، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته، وتكديره بالمنغصات، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم، وشقاء الأبد)) (٣).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((رُبَّ أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره)) (٤).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((تُوفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما في رفي من شيء يأكله ذو كبدٍ إلا شطر شعير (٥) في رفٍّ لي، فأكلت منه حتى طال عليَّ،


(١) مدارج السالكين، لابن القيم، ٢/ ١٢.
(٢) مسلم، كتاب الزهد، باب الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، برقم ٢٩٥٦.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٨/ ٣٠٥.
(٤) مسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل الضعفاء، برقم ٢٦٢٢.
(٥) شطر شعير: شيء من شعير. جامع الأصول، ٤/ ٦٨٨.

<<  <   >  >>