للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأتيا بي جبلاً وعراً فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهِّله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل (١) إذا بأصواتٍ شديدةٍ، فقلت: ما هذه الأصوات؛ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلَّقين بعراقيبهم (٢) مشقَّقة أشداقهم (٣) تسيل أشداقهم دماً، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحِلَّةِ صومهم (٤) ... )) الحديث (٥). وهذا وعيدٌ شديدٌ لمن أفطر في رمضان بغير عذر.

النوع الثاني: جميع المحرمات في رمضان وغيره، فيجب على الصائم أن يجتنب جميع ما حرَّم الله عليه من الأقوال والأفعال، ويحرم عليه أن يفعل شيئاً من ذلك، سواء كان في أثناء الصيام أو في غيره، والمحرمات كثيرة يجب اجتنابها في جميع الأوقات: في رمضان وفي غيره، ولكن الصائم إذا


(١) سواء الجبل: وسطه.
(٢) عراقيبهم: العرقوب العصب الموتر الغليظ فوق عقب الإنسان. [الصحاح].
(٣) أشداقهم: جوانب الفم [ابن الأثير في النهاية].
(٤) قبل تحلَّة صومهم: معناه يفطرون قبل وقت الإفطار. [المنذري في الترغيب والترهيب، ٢/ ٣٨].
(٥) أخرجه، ابن خزيمة، كتاب الصيام، باب ذكر تعليق المفطرين قبل وقت الإفطار بعراقيبهم، وتعذيبهم في الآخرة بفطرهم قبل تحلة صومهم، برقم ٩٨٦، والبيهقي في الصوم، باب التغليظ على من أفطر قبل غروب الشمس، ٤/ ١٦، والحاكم، ١/ ٤٣٠، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وابن حبان في صحيحه، ١٦/ ٥٣٦، برقم ٧٤٩١، والطبراني في المعجم الكبير، ٨/ ١٥٤، برقم ٧٦٦٤، والنسائي في الكبرى ٣/ ٣٦٠، برقم ٣٢٧٣، وصححه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة، برقم ١٩٨٦، ٣/ ٢٣٧، وفي صحيح الترغيب والترهيب،
١/ ٥٨٨.

<<  <   >  >>