للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا قام المسلم رمضان تصديقاً بما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فضله، واحتساباً للثواب يرجو الله مخلصاً له القيام ابتغاء مرضاته، وغفرانه حصل له الثواب العظيم (١).

الرابع عشر: يتَّصف بصفات السَّلف الصالح الكرام ويعمل بعمل طبقات الصائمين الأبرار؛ لأن الصائمين على طبقتين:

الطبقة الأولى: من ترك طعامه، وشرابه، وشهوته لله تعالى يرجو عنده عِوَض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، كما قال تعالى: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ

عَمَلاً} (٢)، ولا يخيب معه من عامله، بل يربح أعظم الربح (٣).

وعن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال البدويُّ: أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يُعلِّمني مما علَّمه الله، وقال: ((إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله إلا أعطاك الله خيراً منه) وفي لفظ: ((إنك لن تدع شيئاً لله إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه)) (٤)، فهذا الصائم يُعطى في الجنة ما شاء الله من طعام، وشراب، ونساء، قال الله تعالى:


(١) شرح النووي على صحيح مسلم، ٦/ ٢٨٦.
(٢) سورة الكهف، الآية:٣٠.
(٣) لطائف المعارف لابن رجب، ص٢٩٥.
(٤) أحمد في المسند، ٢٤/ ٣٤٢، ٣٤٩، برقم ٢٠٣٩، ورقم ٢٠٧٤٦، و٣٨/ ١٧٠، برقم ٢٣٠٧٤، وقال محققو المسند في هذه المواضع: ((إسناده صحيح)).

<<  <   >  >>