للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأرسلتُ إليه بحلابٍ (١) وهو واقف في الموقف، فشرب منه والناس ينظرون)) (٢)، وهذان الحديثان يدلان على أن المشروع للحاج أن يكون مفطراً في يوم عرفة في عرفات. ويحتمل التعدد في كون كل واحدة أرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أنهما معاً أرسلتا فنسب ذلك إلى كل منهما؛ لأنهما كانتا أختين)) (٣) أم الفضل بنت الحارث، وميمونة بنت الحارث، والخلاصة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مفطراً يوم عرفة في عرفة.

النوع الرابع: صيام شهر الله المحرم؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) (٤).

في هذا الحديث التصريح بأن شهر الله المحرم أفضل الشهور للصوم، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من الصيام في شعبان دون المحرم، ولعله - صلى الله عليه وسلم - إنما علم فضل صيام المحرم في آخر حياته، أو لعله كان يعرض له فيه أعذار: من سفر، أو مرض، أو غيرهما (٥).


(١) بحلاب: الحلاب والمحلب: الإناء الذي يحلب فيه اللبن. [النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ١/ ٤٢١].
(٢) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب صوم يوم عرفة، برقم ١٩٨٩، ومسلم كتاب الصوم، باب استحباب الفطر للحاج بعرفات يوم عرفة، برقم ١١٢٤.
(٣) فتح الباري، لابن حجر، ٤/ ٢٣٧.
(٤) مسلم، كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، برقم ١١٦٣.
(٥) قاله النووي في شرح صحيح مسلم، ٨/ ٣٠٣ - ٣٠٤.

<<  <   >  >>