للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: من خصائص وفضائل العشر الأواخر من رمضان: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف فيها كما قالت عائشة رضي الله عنها: ((كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده)) (١)؛ ولحرصه العظيم على الخير اعتكف في العام الذي توفي فيه عشرين يوماً، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً))، وكذلك جاء في رواية لهذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعرض القرآن على جبريل كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين، ولفظ هذه الرواية: ((كان يعرض (٢) على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبِض فيه، وكان يعتكف في كل عام عشراً، فاعتكف عشرين في العام الذي قُبِضَ فيه)) (٣).

وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول: ((هذا يدل على أن المؤمن كلما زاد في العمر زاد في العمل الصالح)) (٤).

ثالثاً: من خصائص وفضائل العشر الأواخر: أن فيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، فالعمل الصالح فيها أفضل من العمل في ثلاثٍ وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن حُرم خير هذه الليلة فقد


(١) متفق عليه: البخاري، برقم ٢٠٢٦،ومسلم، برقم،١١٧٢،وتقدم تخريجه في حكم الاعتكاف.
(٢) أي جبريل.
(٣) البخاري، برقم ٢٠٤٤، ورقم ٤٩٩٨، وتقدم تخريجه، في حكم الاعتكاف.
(٤) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم ٢٠٤٤، وأثناء تقريره على زاد المعاد لابن القيم، ٢/ ٨٩.

<<  <   >  >>