للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قُوَّةً}: يعني جعل بعد ضعف الطفولة قوة الشباب، ثم جعل من بعد قوة الشباب ضعف الكبر وشيبه.

وكما ورد في السنة ما يدل على أن الشباب مرحلة القوة، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: جمعت القرآن كله في ليلة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنِّي أخْشَى أنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمان، وأنْ تَمِلَّ فاقرأْهُ في شَهرٍ)). فقلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((فاقْرأهُ في عَشْرةٍ)) قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: ((فاقْرأهُ في سَبْعٍ)). قلت: دعني أستمتع من قوتي وشبابي. فأبى (١).

والقوة في هذه المرحلة في كل شيء: قوة في البدن، وقوة في الحواس، وقوة على العمل والتكسب، وقوة على طلب العلم. قال الإمام الشافعي (٢) رحمه الله:

ولا ينال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغل

لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل

بُلِيَ بفقرٍ وعيالٍ لما ... فرَّق بين التبن والبقل


(١) أخرجه ابن ماجه في السنن، كتاب إقامة الصلاة، باب في كم يستحب أن يقرأ القرآن (١/ ٤٢٨) حديث ١٣٤٦، وابن حبان (٣/ ٣٣ رقم ٧٥٦)، والنسائي في سننه الكبرى (٥/ ٢٤ رقم ٨٠٦٤)، وأحمد (٢/ ١٦٣)، وقال الألباني في كتابه (صحيح سنن ابن ماجه) (١/ ٤٠٠ رقم ١١١٤): صحيح.
(٢) هذه الأبيات من بحر السريع، ديوان الشافعي، جمع وتعليق محمد عفيف الزعبي، الطبعة الثالثة، بيروت، دار الجيل (ص٢١).

<<  <   >  >>