للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلاة والسلام يردف معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كما علمنا من حديثه.

٨ – قضاء حاجاتهم

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليَّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ اهْدِ أمَّ أبي هُريرة)). فخرجت مستبشراً بدعوة نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مُجَافٌ (١)، فسمعت أمي خَشْفَ قدمي (٢)، فقالت: مكانك! يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة (٣) الماء، قال: فاغتسلتْ، ولَبِست دِرْعَها، وعجلت عن خِمَارِها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله أبشر، قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، «فحمد الله، وأثنى عليه، وقال خيراً». قال: قلت يا رسول الله، ادع الله أن يُحبِّبني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ حَبِّبْ عُبَيْدكَ هذا – يعني أبا هريرة


(١) مجاف: أي مردود، لسان العرب (٩/ ٣٥) مادة (جوف).
(٢) خشف: صوتها في الأرض، المرجع السابق (ص ٧١) مادة (خشف).
(٣) خضخضة: تحريك الماء ونحوه. المرجع السابق (٧/ ١١٤) مادة (خضخض).

<<  <   >  >>