للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

– وأُمَّه إلى عبادِك المؤمنينَ، وحَبِّبْ إليْهِم المؤمنينَ)) فما خُلِقَ مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني (١).

٩ – عيادة مرضاهم

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ((كان غلام يهودي يخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: ((أَسْلِم)) فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((الحمدُ للهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ)) (٢).

خامساً: ترغيب الشباب في حسن الخلق

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرص على هذا الجانب النفسي لدى الشباب، ليرغبهم في حسن الخلق والآداب الحسنة، وله - صلى الله عليه وسلم - مع الشباب مواقف كثيرة لا يتسع المقام لحصرها، ولكن منها المواقف الآتية:

١ – حسن الأخلاق أحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ مِنْ أحَبِّكُم إليَّ، وأقرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَومَ القِيامَةِ أحَاسِنَكُمْ أخْلاقاً، وإنَّ أبْغَضَكُمْ إليَّ، وأبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَومَ القِيامَةِ الثَّرثَارونَ (٣) والمُتَشَدِّقونَ (٤)، والمُتَفِيْهِقون)). قال: ((المتكبرون)) (٥).


(١) أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي، (٤/ ١٩٣٨).
(٢) أخرجه البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات (١/ ٤١٦).
(٣) الثرثار: كثير الكلام، لسان العرب (٤/ ١٠٢) مادة (ثرر).
(٤) المتشدق: هو المتوسع في الكلام من غير احتياط ولا احتراز، وقيل: المستهزئ بالناس، المرجع السابق (١٠/ ١٧٣) مادة (شدق).
(٥) أخرجه الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في معالي الأخلاق (٤/ ٣٧٠) حديث (٢٠١٨)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٣٨٤ – ٣٨٥ رقم ٢٠١٨).

<<  <   >  >>