للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفعل سودة - رضي الله عنهما -؟

أضف إلى ذلك مخالفة لفظه: «لا يصلح أن يُرى منها» لحديث جرير بن عبد اللَّه - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عن نظر الفُجاءة فأمرني أن أصرف بصري» (١).

وقد كان إسلام جرير - رضي الله عنه - في رمضان سنة عشر من

الهجرة (٢).

كما أنه مخالف لحال أمهات المؤمنين ونسائهم، وقد قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَمِلَ عملا ليسَ عليه أمرُنا فهو رَدٌّ» (٣).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -: «وأيضًا فإن أسماء - رحمه الله - كان لها حين هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع وعشرون سنة، فهي كبيرة السن، فيبعد أن تدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليها ثياب رقاق تصف منها ما سوى الوجه والكفين، فلابد على تقدير الصحة من أن يحمل على ما قبل الحجاب؛ لأن نصوص الحجاب ناقلة عن الأصل فتقدم عليه» (٤).


(١) مسلم، كتاب الآداب، باب الاستئذان، برقم ٢١٥٩.
(٢) أي قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسة أشهر.
(٣) مسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور، برقم ١٧١٨، بلفظه، وقد اتفق الشيخان على إخراجه بلفظ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ»، انظر: البخاري، برقم ٢٦٩٧.
(٤) رسالة الحجاب، ص ٣٠.
وإذا كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يهتم بستر المرأة المسلمة منذ أوائل مراحل الدعوة بمكة، وأمر ابنته زينب بتخمير نحرها، فهل يخفى ذلك على المسلمات، بما فيهن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -، وهي التي كان يتردد - صلى الله عليه وسلم -، على بيت أبيها صباح مساء. روى البخاري عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يَدينان الدين، ولم يمرَّ عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار بكرة وعشياً ... الحديث. انظر: البخاري، برقم ٢٢٩٧.
وعن الحارث بن الحارث الغامدي، قال: «قلت لأبي ونحن بمنى: «ما هذه الجماعة؟»، قال: «هؤلاء القوم قد اجتمعوا على صابئ لهم»، قال: فنزلنا - وفي رواية: فتشرفنا - فإذا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس إلى توحيد اللَّه والإيمان به، وهم يردون عليه قوله، ويؤذونه، حتى انتصف النهار، وتصدّع عنه الناس، وأقبلت امرأة قد بدا نحرها تبكي، تحمل قدحًا فيه ماء، ومنديلاً، فتناوله منها، وشرب، وتوضأ، ثم رفع رأسه»، فقال: «يا بنية! خمّري عليك نحركِ، ولا تخافي على أبيك غلبةً ولا ذلاًّ»، قلت: «من هذه؟» قالوا: «هذه زينب ابنته». قال الألباني: «أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وابن عساكر في تاريخ دمشق».
من حجاب المرأة المسلمة ص ٣٥ - ٣٦.

<<  <   >  >>