للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك لا يستلزم كشفها عنه قصدًا، وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد، فيراه بعض الناس في تلك الحال، كما قال نابغة ذبيان:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليدِ (١)

فعلى المحتج بحديث جابر المذكور أن يثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - رآها سافرة، وأقرها على ذلك، ولا سبيل له إلى إثبات ذلك» (٢).

وقال الشيخ حمود بن عبد اللَّه التويجري - رحمه الله -: «وأما حديث جابر - رضي الله عنه - فليس فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى تلك المرأة سافرة بوجهها، وأقرها على ذلك، حتى يكون فيه حجة لأهل السفور، وغاية ما فيه أن جابرًا رأى وجه تلك المرأة، فلعل جلبابها انحسر عن وجهها بغير قصد منها، فرآه جابر، وأخبر عن صفته، ومن ادعى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رآها كما رآها جابر، وأقرها فعليه الدليل» (٣).

ثانياً: أنه قد روى هذه القصة المذكورة من الصحابة غير جابر، ولم يذكروا كشف المرأة عن وجهها، قال الشيخ حمود التويجري أيضاً - رحمه الله -: «ومما يدل على أن جابرًا - رضي الله عنه - قد انفرد برؤية وجه المرأة التي خاطبت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري - رضي الله عنهم - رَوَوْا خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وموعظته للنساء،


(١) ديوان النابغة، ص ٤٠.
(٢) أضواء البيان، ٦/ ٥٩٧.
(٣) الصارم المشهور، ص ١١٧ - ١١٨.

<<  <   >  >>