للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو كما قيل:

كعصفورة في كف طفل يسومها ... حياضَ الردى والطفل يلهو ويلعب (١)

٩ - يسدّ عنه باباً من أبواب جهنم، فإنّ النظر باب الشهوة الحاملة على موافقة الفعل، وتحريمُ الرب تعالى وشرعُهُ حجابٌ مانع من الوصول، فمتى هَتَك الحجاب تجرأ على المحظور، ولم تقف نفسه منه عند غاية؛ لأن النفس في هذا الباب لا تقنع بغاية تقف عندها، وذلك أن لذته في الشيء الجديد.

فصاحب الطارف لا يقنعه التليد (٢)، وإن كان أحسن منه منظراً أو أطيب مخبراً، فَغَضُّ البصر يسدّ عنه هذا الباب، الذي عجزت الملوك عن استيفاء أغراضهم فيه ...

١٠ - يقوّي عقله، ويثبته، ويزيده، فإرسال البصر لا يحصُلُ إلا من قلة في العقل، وطيش في اللب، وخور في القلب، وعدم ملاحظة للعواقب، فإن خاصة العقل ملاحظة العواقب، ومُرسِلُ الطرفِ لو علمَ ما تجني عواقبُ طَرْفِهِ عليه لما أطلق بصره.

ولذا قال بعضهم:

وأعقل الناس من لم يرتكب سبباً ... حتى يفكر ما تجني عواقبه (٣)


(١) ذكره الدميري في حياة الحيوان الكبرى، ولم ينسبه لأحد.
(٢) الطارف: المال المستحدث، والتليد: المال القديم الأصلي.
(٣) لم أجد من ذكره.

<<  <   >  >>