للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: ((اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا) وفي لفظ للبخاري: ((اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا) قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب، ولا قزعة (١) ولا شيئًا، وما بيننا وبين سَلْع (٢) من بيتٍ ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس (٣)، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال: والله ما رأينا الشمس سبتًا (٤) ... ((وفي لفظ للبخاري: ((أصابت الناس سنة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في يوم الجمعة فقام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعهما حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحدر على لحيته فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد، ومن بعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي أو قال غيره فقال: يا رسول الله! تهدَّم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: ((اللهمَّ حَوَالَينا ولا علينا))،فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مِثْلَ الجَوْبة (٥)،وسال الوادي قناة شهرًا (٦) ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدَّث بالجود))،وفي لفظ: ((ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا، فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم -، [وفي لفظ فضحك] قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على


(١) قزعة: قطعة من سحاب. المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي،٢/ ٥٤٣.
(٢) سَلْع: جبل بالمدينة.
(٣) الترس: أي تشبه السحابة الترس في كثافتها واستدارتها. المرجع السابق، ٢/ ٥٤٣.
(٤) سبتًا: أي من سبت إلى سبت، المرجع السابق، ٢/ ٥٤٣.
(٥) الجوبة: الفجوة بين البيوت، المفهم للقرطبي، ٢/ ٥٤٥.
(٦) قناة: اسم واد من أودية المدينة، وكأنه سُمي مكانه: قناة وقد جاء في غير كتاب مسلم: ((وسال وادي قناة شهرًا)) على الإضافة، المرجع السابق، ٢/ ٥٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>