للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (١)، وقال - سبحانه وتعالى - بعد أن ذكر عقاب المشرك، وقاتل النفس بغير حق، والزاني: {إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدّلُ الله سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا} (٢).

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله)) فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: ((يوفقه لعمل صالح قبل الموت)) (٣).

وعن عمرو بن الحَمَقِ - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيراً عَسَلَهُ)) قالوا: وكيف يعسله؟ قال: ((يفتح الله - عز وجل - له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه جيرانه، أو من حوله)) (٤).

السبب الثالث: الدعاء بحسن الخاتمة وإظهار الافتقار إلى الله - عز وجل -، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثر الدعاء بالثبات على دين الله - عز وجل - فعن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان أكثر دعائه: ((يا مقلب القلوب ثبّتْ قلبي على دينك)) قالت: قلت: يا رسول الله ما أكثر دعاءك: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك؟ قال: ((يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ)) فتلا معاذ: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} (٥).


(١) سورة طه، الآية: ٨٢.
(٢) سورة الفرقان، الآية: ٧٠.
(٣) الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح))، ٤/ ٤٥٠، برقم ٢١٤٢، والحاكم، ١/ ٣٤٠، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح للتبريزي، ٣/ ١٤٥٤، برقم ٥٢٨٨: ((وهو كما قالا)).
(٤) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، ٧/ ٥٢ - ٥٣، برقم ٤٦٤٠، و٤٦٤١، وأحمد في المسند،٥/ ٢٢٤،والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي،١/ ٣٤٠،وعمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني في كتاب السنة،١/ ١٧٦، برقم ٤٠١،وذكر له شواهد برقم ٤٠٠، ٤٠٢، ٤٠٣. وابن حبان في صحيحه، ٢/ ٥٤،برقم ٣٤٢،وانظر: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي، برقم ١٨٢٢.ونقل الألباني تصحيحه على شرط مسلم في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ١١١٤.
(٥) الترمذي، كتاب الدعوات، باب: حدثنا أبو موسى الأنصاري، وقال: ((وهذا حديث حسن))، ٥/ ٥٣٨، برقم ٣٥٢٢، وأحمد في المسند من حديث النواس بن سمعان،٤/ ١٨٢،والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ١/ ٥٢٥، ٥٢٨، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، ٣/ ١٧١، وفي ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم، ١/ ١٠٠، برقم ٢٢٣. (والآية من آل عمران ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>