للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواضع السجود: على ركبتيه، ويديه، وجبهته وأنفه، وأطراف قدميه تشريفاً وإكراماً لهذه الأعضاء؛ لسجودها لله تعالى، ويوضع من هذا الطيب على حلقه، وعلى عينيه، وأنفه، وتحت إبطيه، وعلى سرته، وعلى أذنيه؛ لأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يتتبع مغابن الميت ومرافقه بالمسك)) (١). وإن طيب جسد الميت كله فلا بأس؛ لأن أنس بن مالك - رضي الله عنه - طُلي بالمسك (٢)، وطلي ابن عمر ميتاً بالمسك (٣).

١٠ - توضع يداه محاذيتينن لجنبيه، ويربط التبان بأخذ شقه الأعلى والأسفل من اليمين، ثم يربط جيداً، ثم يؤخذ شقه الأعلى والأسفل من اليسار ثم يربط جيداً مثل ربط الحفائظ؛ لكي تمسك هذه الحفاظة الحنوط بين إليتي الميت، وتشد وتجمع مثانته وإليتيه؛ ليمنع ما ينزل من بطن الميت على الأكفان لو حصل ذلك حتى تستمر طهارتها إلى أن يوضع في قبره. ولا يطيب الميت بالورس ولا الزعفران؛ لأنهما إنما يستعملان للغذاء والزينة، وهو غير لائق بالميت؛ ولأنه ربما ظهر لونه على الكفن، ولا فرق في ذلك بين المرأة والرجل.

١١ - يبدأ بإحكام الكفن فيرد طرف اللفافة الأولى التي من جانب الميت الأيسر على طرفها الذي على شق الميت الأيمن، ثم يُردّ طرفها الأيمن على شقه الأيسر، من رأسه إلى رجليه، قال ابن قدامة رحمه الله: ((وإنما استحب ذلك؛ لئلا يسقط عنه الطرف الأيمن إذا وضع على يمينه في القبر)) (٤). ثم يسحب ساتر العورة، ثم يأخذ شق اللفافة الثانية الأيسر


(١) عبد الرزاق، ٣/ ٤١٤، برقم ٦١٤١، والبيهقي، ٣/ ٤٠٦، وقال الشيخ الغصن في تخريج أحاديث الروض المربع، ٣/ ٦٠٢: ((إسناده صحيح)).
(٢) ابن أبي شيبة، كتاب الجنائز، باب في المسك في الحنوط، ٣/ ٢٥٦، والبيهقي، ٦/ ٤٠٦، وابن سعد في الطبقات الكبرى، ٧/ ٢٥.
(٣) عبد الرزاق، ٣/ ٤١٤،برقم ٦١٤٠،وابن أبي شيبة،٣/ ٢٥٧،وقال الشيخ الغصن: وإسناده صحيح.
(٤) المغني لابن قدامة، ٣/ ٣٨٥،والمقنع والشرح الكبير مع الإنصاف، ٦/ ١٢٦، والروض المربع مع حاشية ابن قاسم، ٣/ ٧٢، والكافي، ٢/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>