للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويؤذّن في أول الوقت؛ لقول جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: ((كان بلال لا يؤخر الأذان عن الوقت، وربما أخَّر الإقامة شيئًا)) (١)،ومن السنة أن يكون المؤذن قوي الصوت؛ لحديث عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - يرفعه: ((فقمْ مع بلالٍ فألقِ عليه ما رأيتَ فليؤذّن به؛ فإنه أندى صوتًا منك)) (٢). ويستحب أن يكون صوت المؤذن حسنًا (٣)؛ لحديث أبي محذورة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعجبَه صوتُهُ، فعلَّمَهُ الأذان (٤)، والأفضل أن يكون عالمًا بالوقت بنفسه؛ ليتمكن من الأذان في أوَّل الوقت؛ ولأنه قد يتعذّر عليه من يخبره بالوقت، ولكن لا حرج في أذان الأعمى إذا كان له من يخبره بدخول الوقت؛ لأن ابن أمّ مكتوم - رضي الله عنه - كان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال: ((أصبحت أصبحت)) (٥)، ويجب أن يكون المؤذن أمينًا؛ لقوله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} (٦)؛ ولحديث ابن أبي محذورة عن أبيه عن جده: ((أُمناءُ المسلمين على صلاتهم وسحورهم: المؤذنون)) (٧)؛ولحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفعه: ((والمؤذن مؤتمن)) (٨)، وينبغي للمؤذن أن يبتغي بأذانه وجه الله تعالى؛ لحديث عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، فقال: ((أنت إمامُهُم واقتدِ بأضعفهم، واتَّخِذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه


(١) أخرجه ابن ماجه، في كتاب الأذان، باب السنة في الأذان، برقم ٧١٣، وأحمد بنحوه في المسند، ٥/ ٩١، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، ١/ ٢٤٣.
(٢) أبو داود، كتاب الصلاة، باب كيف الأذان، برقم ٤٩٩، وابن ماجه، كتاب الأذان، باب بدء الأذان، برقم ٧٠٦، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، ١/ ٢٦٥.
(٣) انظر: سبل السلام للصنعاني، ٢/ ٧٠.
(٤) ابن خزيمة في صحيحه، ١/ ١٩٥، برقم ٣٧٧.
(٥) متفق عليه من حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم: البخاري، كتاب الأذان، باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره، برقم ٦١٧، ومسلم، كتاب الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بأذان الفجر، برقم ١٠٩٢.
(٦) سورة القصص، الآية: ٢٦.
(٧) البيهقي ١/ ٤٢٦،وحسنه الألباني لشاهده عن الحسن، في إرواء الغليل،١/ ٢٣٩.
(٨) أبو داود، برقم ٥١٧، والترمذي، برقم ٢٠٧، وتقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>