للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموت بالدعاء لهم، واتباع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهذه هي الزيارة الشرعية. وأما زيارتهم لقصد الدعاء عند قبورهم، أو سؤالهم قضاء الحاجات، أو شفاء المرضى، أو سؤال الله بهم، أو بجاههم، ونحو ذلك فهذه زيارة بدعية منكرة لم يشرعها الله ولا رسوله، ولا فعلها السلف الصالح.

وبعض هذه الأمور المذكورة بدعة وليس بشرك: كدعاء الله عند القبور، وسؤال الله بحق الميت، أو جاهه، ونحو ذلك.

وبعضها بدعة من الشرك الأكبر: كدعاء الموتى، والاستعانة بهم، وسؤالهم النصر، أو المدد.

فتنبه واحذر واسأل ربك التوفيق والهداية للحق فهو سبحانه الموفق، والهادي، لا إله غيره، ولا رب سواه (١).

[الثالث والعشرون: الإحداد]

ينبغي أن يراعى في الإحداد الأمور الآتية:

[الأمر الأول: مفهوم الإحداد:]

الإحداد لغة: مأخوذ من حَدَّ: الحاء والدال أصلان:

الأول: المنع، والثاني طرف الشيء، فالحد الحاجز بين الشيئين، وفلان محدود: إذا كان ممنوعاً، ويقال: حدَّت المرأة على زوجها وأحدّت، وذلك إذا منعت نفسها الزينة والخضاب (٢).

وقيل: إحداد المرأة على زوجها: ترك الزينة، وقيل: هو إذا حزنت عليه ولبست ثياب الحزن وتركت الزينة والخضاب (٣).

والحادُّ والمحِدُّ: تاركة الزينة للعدة (٤)، قال ابن الأثير رحمه الله:


(١) انظر: فتاوى ابن باز في الحج والعمرة، ٥/ ٢٩٨.
(٢) معجم المقاييس في اللغة لابن فارس، ص٢٣٩.
(٣) لسان العرب لابن منظور، ٣/ ١٤٣.
(٤) القاموس المحيط، ص٣٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>