للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَنَّتِي} (١).

(الطمأنينة) سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطرابه وقلقه، ومنه الأثر المعروف: ((دعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ فَإِنَّ الصّدْقُ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ)) (٢) أي الصدق يطمئن إليه قلب السامع، ويجد عنده سكوناً إليه، والكذب يوجب له اضطراباً وارتياباً، ومنه قول النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ((الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ)) (٣) أي سكن إليه وزال عنه اضطرابه وقلقه.

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: (({الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولىً ونصيرًا؛ ولهذا قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي: هو حقيق بذلك)) (٤).

وقال العلامة السعدي رحمه الله: (({الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.

{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} أي: حقيق بها، وحريٌّ بها أن لا تطمئنَّ لشيء سوى ذكره؛ فإنه لا شيء ألذ للقلوب، ولا أشهى، ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته)) (٥).


(١) سورة الفجر، الآيات: ٢٧ - ٣٠.
(٢) أخرجه الإمام أحمد، برقم ١٧٢٤، ١٧٢٤، والترمذي، برقم ٢٥١٨، وقال: ((حسن صحيح))، والنسائي، برقم ٥٧١١، وابن خزيمة في صحيحه، ٤/ ٥٩، برقم ٢٣٤٨، والدارمي، ٢/ ٣١٩، برقم ٢٥٣٢، وابن حبان، ٢/ ٤٩٨، برقم ٧٢٢، والبيهقي في شعب الإيمان، ٥/ ٥٢، برقم ٥٧٤٧، والحاكم، ٢/ ١٥، برقم ٢١٦٩، وقال: صحيح الإسناد وأبو يعلى، ١٢/ ١٣٢، برقم ٦٧٦٢، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم ٢٩٣٠.
(٣) أخرجه أحمد، برقم ١٨٠٠١، والطبراني، ٢٢/ ١٤٨، برقم ٤٠٣، والدارمي، ٢/ ٣٢٠، برقم ٢٥٣٣، وأبو يعلى، ٣/ ١٦٠، برقم ١٥٨٦. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٢٨٨١.
(٤) تفسير القرآن العظيم، ص ٧٠٧.
(٥) تيسير الكريم الرحمن، ص ٤١٧ - ٤١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>