للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (١). ونحو قوله: ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث)). ونحو ذلك.

أو ذكر رعاية: مثل قول القائل: الله معي، الله ينظر إليَّ، الله شاهدي، ونحو ذلك مما يستعمل لتقوية الحضور مع الله، وفيه رعاية لمصلحة القلب، ولحفظ الأدب مع الله والتحرز من الغفلة، والاعتصام بالله من الشيطان وشر النفس.

والأذكار النبوية تجمع الأنواع الثلاثة، فإنها تضمنت الثناء على الله، والتعرض للدعاء والسؤال، والتصريح به. وهي متضمنة لكمال الرعاية، ومصلحة القلب، والتحرز من الغفلات، والاعتصام من الوساوس والشيطان.

٢ - الذكر الخفي: وهو الذكر بمجرد القلب والتخلص من الغفلة، والنسيان، والحجب الحائلة بين القلب وبين الرب سبحانه، وملازمة الحضور بالقلب مع الله كأنه يراه.

٣ - الذكر الحقيقي: وهو ذكر الله تعالى للعبد (٢): {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} (٣).

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ِشِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)) (٤).


(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٣.
(٢) مدارج السالكين، ٢/ ٤٣٤ - ٤٣٥.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٥٢.
(٤) متفق عليه: البخاري واللفظ له، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَيُحَذّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}، برقم ٧٤٠٥، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب كتاب الذكر والدعاء والتوبة ... ، برقم ٢٦٧٥، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>