للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن أكثركنّ حطب جهنم)) فقامت امرأة من سِطة (١) النساء سفعاء الخدين (٢) فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: ((لأنكن تُكثِرن الشّكاة (٣) وتكفرْن العشير)) (٤) قال: فجعلهن يتصدقن من حليهن، ويلقين في ثوب بلال من أقرطهن (٥) وخواتيمهن)) (٦). ولفظ البخاري: ((قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة، ثم خطب، فلما فرغ نزل فأتى النساء، فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه يلقي فيه النساء الصدقة)) (٧).

وعن طارق بن شهاب قال: أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة: مروان، فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة؟ فقال: قد ترك ما هنالك، فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) (٨).

والخطبة بعد الصلاة؛ لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:


(١) سطة النساء: من خيار النساء، وفي بعض نسخ مسلم: وسطة النساء: والوسط العدل والخيار. شرح النووي على صحيح مسلم، ٦/ ٤٢٥، ورجح أن المعنى: امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن. شرح النووي، ٦/ ٤٢٦.
(٢) سفعاء الخدين: فيها تغير وسواد. شرح النووي، ٦/ ٤٢٦.
(٣) الشكاة: الشكوى. شرح النووي، ٦/ ٤٢٦.
(٤) العشير: المخالط، وحمله الأكثرون على الزوج، والمعنى أنهن يجحدن الإحسان لضعف عقولهن، وقلة معرفتهن، فيستدل به على ذم من يجحد إحسان ذي الإحسان. شرح النووي، ٦/ ٤٢٦.
(٥) من أقرطهن: جمع قرط، وهو كل ما علق من شحمة الأذن فهو قرط سواء كان من ذهب أو خرز، وأما الخرص فهو الحلقة الصغيرة من الحلي. شرح النووي على صحيح مسلم، ٦/ ٤٢٦.
(٦) خواتيمهن: جمع خاتم وفيه ست لغات، والفتخ: الخواتيم العظام، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن، ٤/ ٣٤٢.
(٧) متفق عليه: البخاري، كتاب العيدين، باب موعظة الإمام النساء يوم العيد، برقم ٩٧٨، ومسلم، كتاب صلاة العيدين، باب صلاة العيدين، برقم ٤ - (٨٨٥).
(٨) مسلم، كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان، برقم ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>