للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العلويين والقضاة، وإذا لم يجد بعضهم إمامًا يصلي بهم العيد رحلوا يأتون به، وبعد الصلاة يجمعون له نقودًا لأنه أتى يصلي بهم، كنا نظن ذلك حتى قرأنا في "صحيح مسلم" من حديث أبي مسعود البدريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسّنّة، فإن كانوا في السّنّة سواءً فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواءً فأكبرهم سنًّا وفي رواية أخرى: فأقدمهم سلمًا)).

هذا هو الذي ينبغي، والمبتدع لا ينبغي أن يؤم أهل السنة فإنه ينشر بدعته وتعظم في أعين الناس، يقولون: إمام المسجد الفلاني، ولو لم يكن على حق ما جعلوه إمامًا، ولو لم يكن على حق ما صلى فلان بعده.

فمثل هذا المبتدع ليس أهلاً أن يؤم أهل السنة، وهذا الرجل الذي ذكر في السؤال ركن من أركان الضلال أما من أركان الإسلام فلا.

فيا أهل عبس أبلغتم في الجهل أنكم لا تميزون بين أركان الإسلام وأركان الضلال ... عجوز من عجائزنا لو سألتها عن أركان الإسلام لقالت خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان، وفي رواية: وصوم رمضان، والحج.

من أنت يا هذا حتى يبلغ بك التلبيس إلى أن تلبس على المؤمنين بأنك ركن من أركان الإسلام، بل أنت ركن من أركان الضلال، صوفي، ورحم الله الإمام الشافعي الذي يقول: "لو أن رجلاً دخل في الصوفية في أول يومه ما جاء آخر يومه إلا وهو أبله". فهذا رجل يستحق كية في وسط رأسه لعله قد أصيب بالماخوليا، لخلوات الصوفية وجوعهم. فإما أن يكون ملبسًا وإما أن يكون أصيب بالماخوليا فيكوى في رأسه حتى يشفى ويعرف، ويعرفه الناس أنه

<<  <   >  >>