للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر، وعلي، ومعاوية، وأبي هريرة، وابن عمر، وعائشة، وأسماء،


طريق عبد العزيز بن حكيم به، وعزاه الحافظ في الفتح (٤/ ١٢٢) إلى الثوري في جامعه.
قلت: عبد العزيز هو الحضرمي ذكره الذهبي في "الميزان" (٣/ ٣٤١) وقال: (قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وسمع ابن عمر، وعنه الثوري أيضًا". أهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ١٢٥)، فأقل أحواله أنه حسن الحديث، ولم يُصب ابن الجوزي في التحقيق حينما ضعف الأثر بقول: "وقد ضعف أبو حاتم الرازى عبد العزيز بن حكيم"، حيث أن قول أبي حاتم: ليس بالقوى، لا يعتبر تضعيفًا -كما هو معلوم عند المحققين- إنما هي صيغة تستعمل في حق من لم يبلغ رتبة الثقة، فهي كالبرزخ بين الثقة والضعيف، ومما يؤكد مغايرة معناها للضعيف وأنها ليست صيغة تضعيف مطلق عند أبي حاتم، عدوله عن قول: ضعيف، أو منكر الحديث في حق من وُصف بها.
وعليه، فهذا أثر حسن، وقال زكريا بن غلام قادر الباكستاني في كتابه "ما صح من آثار الصحابة في الفقه" ٢/ ٦٨٢ بعد أن ساق الأثر وإسناده من مصنف ابن أبي شيبة: "وقد تصحف رفيع إلى حكيم" -أي أنه جعل الراوي عن ابن عمر هو عبد العزيز بن رفيع- ولا أدري لِمَ هذا الإدعاء للتصحيف، وقد ورد في المصنف والسنن الكبرى والتحقيق هكذا: حكيم.
لكن قد ثبت عن ابن عمر ما يخالف هذا الأثر، مما قد يوحي بنكارته، فقد ثبت بإسناد صحيح عن نافع أنه قال: فكان عبد الله إذا مضى من شعبان تسع وعشرون يبعث من ينظر فإن رؤي أي: الهلال- فذاك، وإن لم يُر ولم يَحُل دون منظره سحاب ولا قتر أصبح مفطرًا، وإن حال دون منظره سحاب أو قتر أصبح صائمًا. أخرجه أحمد في "مسنده" (٢/ ٥، ١٣، ٦٣)، وأبو داود (٢٣٢٠)، والدارقطني (٢/ ١٦)، والبيهقي (٤/ ٢٠٤).

<<  <   >  >>