للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتودع ومفارقة (راحـ) ـة (١) النوم، وطيب المطعم.

ألا ترى أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: " السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه (وطـ) ـعامه (٢) وشرابه" (٣).

فجعله جزءا من العذاب، لامتناع المسافر فيه مما جبلت عليه نفسه.

ولاشيء أدعى إلى اضطراب الأجسام وحدوث العلل والأسقام من مفارقة غذاء قد ألفته أجسامهم، واستقامت عليه أبدانهم، وهذا يدرك بالطباع.

وإذا كان كذلك، وكان المرض [ص٣٢] الحادث على المسافر مما يمكن أن يكون ( ..... ) (٤) فعله واجتنابه (٥) كان الاحتياط له في ذلك أن يبتدئ ولا يبني، إلا أن يتيقن أن المرض من غير سبب السفر فيجوز له البناء.

وأما اختيار ابن القاسم للبناء فوجهه، أن السفر وإن كان الأغلب من أحوالـ (ـه) (٦) ما ذكرناه، فإنه مأذون فيه، وكل ما صدر عن فعل مأذون فيه فمعفو عنه.

وهذا قول أقيس، وقول مالك أحوط، مع ما يعضده من النظر، والله الموفق للصواب.


(١) أحال الناسخ هنا على الهامش، وكتب كلمة أكلت الأرضة نصفها الأول، ولم يبق منها إلا حرف التاء المربوطة، وعليها علامة التصحيح: صح، فقدرتها: راحة.
(٢) ما بين القوسين به خرم، وأتممته لظهور معناه.
(٣) رواه مالك في موطئه (١٧٦٨)، عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وعنه البخاري (١٧١٠ - ٢٨٣٩ - ٥١١٣) ومسلم (١٩٢٧) وابن ماجه (٢٨٨٢) وأحمد (٢/ ٢٣٦ - ٤٤٥) وابن حبان (٢٧٠٨) وأبو عوانة (٧٥١٨ - ٧٥١٩) والدارمي (٢٦٧٠) والبيهقي (٥/ ٢٥٩) والطبراني في الأوسط (٤٤٥١).
وتابعه الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، رواه عبد الرزاق (٥/ ١٦٤).
(٤) خرم في الأصل بمقدار نصف سطر.
(٥) في الأصل: اجتناوه، والصواب ما ذكرته.
(٦) ما بين القوسين به بتر، وأتممته لظهور معناه.

<<  <   >  >>