للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحول الأمير تاشفين بقواته إلى جيان، فلبث بها قليلا يرقب الحوادث، ثم سار منها إلى غرناطة (١).

وتوفي في أوائل هذا العام محمد بن يوسف بن يدّر والي بلنسية، فعين مكانه ينتان بن علي وهو الابن الأصغر لعلي بن يوسف. وخرج ينتان بقواته غازياً في أراضي أراجون، فلقيه النصارى بقيادة الكونت جاستون دي بيارن (وتسميه الرواية العربية غشتون) فهزم النصارى، وقتل الكونت وسيق رأسه إلى غرناطة وطيف بها على رمح؛ ثم حملت إلى أمير المسلمين بمراكش، فطيف بها هنالك أيضاً.

وفي رمضان من نفس هذا العام، خرج الأمير تاشفين بجيش غرناطة ومتطوعتها، واتصل به جيش قرطبة إلى حصن السكة Aceea من عمل طليطلة، وكان ملك قشتالة، قد شحنه بالمقاتلة للإغارة على أراضي المسلمين، فحاصره تاشفين، وافتتحه عنوة، وقتل من كان به، وأسر قائده تليو فرنانديث - وكان من مشاهير فرسان قشتالة - وكذلك ضباطه، وتزيد الرواية النصرانية على ذلك، أن القتلى من حامية الحصن بلغوا مائة وثمانين، وأن تاشفين سار بعد ذلك إلى حصن بارجاس فقتل من رجاله خمسين. واستمر في تقدمه حتى وصل إلى " سان سرفاندو " من ضواحي طليطلة، ثم ارتد بعد ذلك بقواته جنوباً وعاد إلى غرناطة، فاستقبله الناس أفخم استقبال (٢).

وفي صفر سنة ٥٢٥ هـ (يناير ١١٣١ م)، هزم المرابطون قوة من القشتاليين كانت تغير على الحدود وتضيق على المسلمين.

وفي هذا العام أسندت ولاية قرطبة إلى ابن أخت علي بن يوسف، عبد الله ابن أبى بكر المعروف بابن قنونة. وفيه شبت النار بسوق الكتانين بقرطبة، واتصلت بسوق البز، فأتت عليه وأسفرت عن خسائر فادحة، ورجم الناس ابن المناصف صاحب السوق لتقصيره في المعونة (٣).

وفي ربيع الأول سنة ٥٢٦ هـ (يناير ١١٣٢ م)، نمى إلى الأمير تاشفين أن


(١) نقلنا أخبار هاتين الغزوتين، عن البيان المغرب (الأوراق المخطوطة السالفة الذكر - هسبيرس ص ٩١).
(٢) البيان المغرب (الأوراق المخطوطة - هسبيرس ص ٩١). وابن القطان في نظم الجمان (المخطوط السالف الذكر لوحة ٦٧ أ).
(٣) نظم الجمان (المخطوط السالف الذكر لوحة ٦٨ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>